
في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي وتسريع نشر شبكات الاتصال فائقة السرعة في المغرب، أعلنت شركتا اتصالات المغرب وإنوي عن توقيع اتفاقية شراكة موسّعة، ترمي إلى توحيد الجهود لتطوير البنية التحتية الرقمية في المملكة. وتأتي هذه المبادرة استجابة للدينامية الرقمية التي يشهدها المغرب، وتماشياً مع رؤية المملكة لتحقيق تحول رقمي شامل يمكّن المواطنين والشركات من الاستفادة من خدمات اتصال حديثة ومتطورة.
وتتضمن الشراكة الطموحة تأسيس شركتين مشتركتين هما “FiberCo” و**”TowerCo”**، حيث ستتولى “FiberCo” مهمة تسريع نشر شبكات الألياف البصرية في جميع أنحاء البلاد بهدف توفير اتصال فائق السرعة بالإنترنت. ويُنتظر أن تحقق الشركة إنجاز مليون وصلة في غضون سنتين، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين وصلة خلال خمس سنوات، مما يعزز من جودة الخدمة ويضمن تغطية واسعة. أما “TowerCo”، فستركز على تسريع بناء شبكات الجيل الخامس (5G) من خلال إنشاء أبراج جديدة وتحديث الأبراج الحالية، بغية تحقيق 2000 برج في غضون ثلاث سنوات و6000 برج خلال عشر سنوات، مما يسهم في تحسين جودة وسرعة الاتصال عبر الهواتف المحمولة.
وقد بلغت قيمة الاستثمارات المخصصة لهذه الشراكة في مرحلتها الأولى حوالي 4.4 مليار درهم على مدى ثلاث سنوات، حيث ستمثل هذه الاستثمارات دفعة قوية لتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز شبكة الاتصالات. وستكون هذه البنية التحتية المشتركة متاحة لجميع مزودي خدمات الاتصالات في المغرب، مما يضمن تحقيق تكامل وتعاون بين الفاعلين في القطاع، فضلاً عن الحرص على الامتثال الكامل للقوانين والأنظمة المعمول بها لضمان نزاهة وشفافية العملية.
وتأتي هذه الشراكة بعد تسوية النزاع القضائي الذي كان قائماً بين الشركتين حول تقاسم البنية التحتية، والذي انتهى بحكم قضائي يلزم اتصالات المغرب بدفع تعويض قدره 6.38 مليار درهم لصالح إنوي. وفي إطار هذه الشراكة الجديدة، قررت الشركتان تسوية النزاع بشكل نهائي والتنازل عن جميع الطعون القضائية أمام محكمة النقض، مع تخفيض قيمة التعويض إلى 4.38 مليار درهم. ويعكس هذا الاتفاق رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات السابقة والعمل معاً نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة.
ومن خلال هذه الشراكة الرائدة، تؤكد اتصالات المغرب وإنوي عزمهما الراسخ على تعزيز موقع المغرب كمركز رقمي متطور على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تسعى المبادرة الطموحة إلى دعم جهود المملكة في تحقيق تحول رقمي شامل يسهم في تنمية الاقتصاد الرقمي وتعزيز جاذبية الاستثمار في القطاع التكنولوجي، مما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر اتصالاً وتقدماً.