شهدت سنة 2024 تقدمًا كبيرًا للدبلوماسية المغربية في منطقة أمريكا اللاتينية، حيث تمكنت المملكة من إقناع عدد من الدول بتأييد مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. قرارات سحب الاعتراف بـ”الجمهورية الوهمية”، كما حدث في الإكوادور وبنما، عكست مدى تأثير النهج المغربي القائم على الحوار المستمر والاستباقية في تعزيز الدعم الدولي لقضيته الوطنية.
وقد ساهمت زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دول أمريكا اللاتينية، منذ عام 2004، في فتح آفاق جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية مع هذه الدول، حيث استثمر المغرب في الدبلوماسية البرلمانية والمجتمع المدني لتوضيح عدالة قضيته. في هذا السياق، أعلن مجلس الشيوخ في باراغواي والبرازيل دعمهما لمبادرة الحكم الذاتي، مؤكدين أن هذه المبادرة تعد الإطار الوحيد لحل النزاع بشكل دائم وسلمي.
وتعكس هذه التطورات نجاح الاستراتيجية الدبلوماسية المغربية التي تجمع بين التأثير السياسي والاقتصادي والثقافي. كما أسهمت المنصات الإعلامية والجامعية في تغيير تصورات الرأي العام الأمريكي اللاتيني، مما أدى إلى تآكل الدعم الإيديولوجي الذي كانت تحظى به الأطروحة الانفصالية في المنطقة.