في تقرير حديث صادر عن “معهد السلام” الأمريكي، أكد المعهد أن نزاع الصحراء المغربية الذي طال لعقود قد حُسم بشكل فعلي لصالح المغرب، مما يضع الجزائر في موقف صعب. ويشير التقرير إلى أن الجزائر ما زالت تسعى إلى تأبيد النزاع من خلال محاولاتها المستمرة لإعادة إحياء خطاب الانفصال تحت غطاء “تقرير المصير”، لكن معطيات الواقع تشير إلى تفوق المغرب في هذا الصراع.
وأضاف التقرير أن المغرب يتمتع بتفوق عسكري وسياسي يعزز موقفه، وهو ما يجعل جبهة البوليساريو أمام خيار لا مفر منه سوى قبول التسوية التفاوضية التي تعتمد على الحكم الذاتي. ويعتبر هذا التفوق من أبرز العوامل التي ستجبر البوليساريو على التفاوض، خاصة في ظل التحولات الدولية الأخيرة التي تصب في صالح المغرب.
وأوضح التقرير أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليوز 2024 كان بمثابة خطوة محورية في إنهاء النزاع. فهذه الخطوة، إلى جانب الدعم العسكري والسياسي الذي يحظى به المغرب، يضع جبهة البوليساريو أمام واقع جديد قد يجبرها على القبول بالحكم الذاتي داخل المغرب. ورغم أن هذا الحل قد لا يرضي بعض الصحراويين، إلا أنه يبدو الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتابع التقرير مشيرًا إلى أن الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي المغربي يتزايد باستمرار، حيث تبنت 37 دولة الموقف الأمريكي الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء في عام 2020. وعلى الرغم من رفض جبهة البوليساريو لهذا المخطط منذ عام 2007، إلا أن عدم قدرتها على تحقيق الاستقلال بالقوة العسكرية يثير التساؤلات حول إمكانية قبولها بهذا الحل بعد مرور 17 عامًا من الفشل.
وفي ختام التقرير، شدد “معهد السلام” الأمريكي على أن إنهاء هذا النزاع الطويل الأمد أصبح قريبًا. كما أشار إلى ضرورة أن تتفاوض الجزائر وجبهة البوليساريو على شروط السلام قبل أن يصبح الوضع الراهن ثابتًا، مما قد يزيل عقبة كبيرة أمام تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر ويعزز الاستقرار في المنطقة.