سميرة بوعباد (صحفية متدربة)
في أحد أروقة المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بأكادير في نسخته الثامنة، تعرض الفنانة التشكيلية فاطمة بيكيش لوحاتها التي رسمت بحب وشغف كبيرين، تنحدر الفنانة فاطمة من نواحي إقليم الصويرة حيث عاشت طفولتها المليئة بالرسم والألوان، على الرغم من اعتراض عائلتها على موهبتها كانت في كل مرة تسترق الفرص لترسم ما يمليه عليها خيالها المبدع.
تقول فاطمة بيكيش: «لم تكن لدي أدوات للرسم ولا لوحات لأشتغل عليها، لكن الموهبة الفطرية التي ولدت معي تجعلني أرسم كلما سمحت لي الفرصة، أحيانا أرسم على جدران منزلنا بالفحم حين يغفل عني والداي، كنت أعاقب لكنني أعيد الكرّة ولم آبه قطّ بالعقاب الذي سأتلقاه.”
فاطمة أم لطفلين، وفنانة عصامية لم تلج مقاعد الدراسة لتتعلم قواعد الفن التشكيلي، لكنها مبدعة بالفطرة. اشتغلت على لوحات عديدة تعبِّر فيها عن قضايا المرأة والمجتمع المحيط بها، وتحكي في كل لوحة ما عايشته من صعوبات وما واجهها من عقبات لتثبت موهبتها ونظرتها للحياة، عن طريق ما تمزجه من ألوان على لوحاتها، فقد عانت كثيرا من تجاهل محيطها قبل أن تجد دعما لم تكن تتوقعه من ابنيها لتنجح أخيرا في تحقيق حلم الطفولة بأن تصبح فنانة تشكيلية.
تضيف فاطمة بيكيش:” كنت أرسم في الخفاء، لم يرى أحد ماكنت أرسمه لسنوات طوال حتى كبر ابناي وشجعاني كثيرا لأظهر موهبتي للعلن، وكم كانت فرحتي كبيرة لذلك.”
شاركت الفنانة فاطمة بيكيش في ستة معارض وطنية وباعت لوحة واحدة فقط، فهي تعتبر أن كل لوحة من لوحاتها كمولود لها لا يقدر بثمن، لكنها أيضا لا تحرم من أغرم بلوحاتها من أن يقتنيها إن أراد، فالفن بالنسبة لها رسالة، ورسالتها للأجيال القادمة أن يتمسكوا بهذا الفن الهادف ويطوروا من مهارتهم فيه.
ولأن الآمال هي لغة المتفائلين والحالمين، ففاطمة تأمل بأن تنجح في عرض لوحاتها في مدينة أكادير القديمة “لاميدينا داكادير”، وأن يكون للوحاتها إشعاع عالمي كبير.