شهدت مدينة الصويرة، يوم الأحد، حدثًا ثقافيًا بارزًا تمثل في تسليم رئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، صليبًا منحوتًا من خشب العرعار إلى “أخوية المسيح بتاج إشبيلية”، كهدية من الصناع التقليديين المغاربة. هذه المبادرة جاءت في إطار النسخة الثالثة من مهرجان “روح الثقافات”، الذي يجسد التزام المغرب بالحوار بين الأديان وتعزيز قيم التعايش والانفتاح.
الحفل، الذي احتضنه فضاء “بيت الذاكرة”، عرف حضور شخصيات بارزة، من بينها مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، السيد أندري أزولاي، إلى جانب السفير البابوي بالمغرب، ووزيرة الثقافة بحكومة إقليم الأندلس، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية. وقد أكد الحاضرون أن هذه الهدية تحمل رمزية قوية تعكس الروابط العريقة التي تجمع المغرب بالأندلس، والتي ترسخت عبر قرون من التبادل الثقافي والتسامح الديني.
وفي هذا السياق، شدد المتدخلون على أن الصويرة تعد نموذجًا عالميًا للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين واليهود، حيث تظل المدينة منارة للحوار بين الأديان والتلاقح الثقافي. وأشار العثماني إلى أن هذه المبادرة تعزز رسالة الأخوة الموجهة من المغرب إلى إسبانيا، وتجسد رؤية المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دعم قيم الانفتاح والسلام.