سميرة بوعباد (صحفية متدربة)
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا هاما في العديد من القضايا، فلا يخفى على أحد أنها غيرت مجرى الكثير منها وحولتها إلى قضايا رأي عام.
تتجلى قوة وخطورة هذه المواقع في سرعة انتشار الأخبار وتحويل قضية ما لصالح طرف دون غيره، فالطرف الأكثر تأثيرا يفوز بتأييد شريحة أكبر من المستخدمين، مما يدفع العديد من رواد هذه التطبيقات للتساؤل حول مدى شفافية السياسات التي تنهجها، خاصة بعد التصعيد الأخير في غزة.
يتداول نشطاء محتوى يروج لما وصفوه بالاستهداف الشنيع الذي قامت به كتائب القسام ضد إسرائيل “عملية طوفان الأقصى”، وما خلفته من “رعب وأسر للجنود والمدنيين” مما يدعم الرواية الإسرائيلية.
يقول مراقبون أن هذه الرواية هي المدعومة من قبل خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تطمس الرواية الأخرى وتحارب من قبل هذه المنصات، حيث يحذف أي محتوى يروج للانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.
تفاجأ العديد من أصحاب الصفحات الكبرى التي يصل عدد متابعيها للملايين على منصتي “إنستغرام” و”فيسبوك”، من حظر صفحاتهم أو سحب علامة التوثيق منها بعد نشرهم لمحتوى يدعم القضية الفلسطينية، ويروج لدموية الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة، مما أجج غضب أصحاب هذه الصفحات ودفعهم لابتكار وسائل للتحايل على هذه الخوارزميات، التي اعتبروها مجحفة ولا تضمن حرية التعبير.
كما أعلنت منصة “تيك توك” أنها حذفت أكثر من 500 ألف مقطع فيديو وأغلقت ثمانية الاف بث مباشر مرتبطة بالتصعيد في غزة، بعدما تلقت تحذيرا من الاتحاد الأوروبي معلنة أن ما حذفته ينتهك القوانين الخاصة بالتطبيق.
منصة “إكس” التابعة لرجل الأعمال الأمريكي “إيلون ماسك” هي الاخرى تعرضت لضغوطات من قبل المفوضية الأوروبية لحذف المحتوى المؤيد لفلسطين، وعبر ماسك عن “إحباطه المتزايد بسبب ضرورة الامتثال لقانون الخدمات الرقمية” بحسب ما ورد في تقارير إعلامية.
فيما تصاعدت مطالب لصناع المحتوى ورواد هذه المواقع من العرب، لإنشاء تطبيق رقمي عربي لا يخضع لسياسات الغرب ويكون صوتا للعالم العربي كله.
