أكدت سفيرة صاحب الجلالة لدى الفاتيكان والهيئة السيادية والعسكرية لمالطا، رجاء ناجي المكاوي، أن المغرب ملتزم بشكل كامل بتطوير مقاربة شاملة لصالح التنمية البشرية والمستدامة، مع الأخذ في الاعتبار انعكاسات آثار تغير المناخ.
وقالت ناجي المكاوي، خلال لقاء نظم مؤخرا في روما تحت شعار “تغير المناخ والهجرة”، إن “المملكة نفذت سياسة طموحة تهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة على المستوى الوطني، وذلك بفضل التحول المبكر إلى الطاقات المتجددة، حيث وصلت بالفعل، وقبل حلول 2027، إلى 45 بالمائة من مزيجها الكهربائي خلال العام الجاري”.
وأشارت إلى أن المغرب أضحى اليوم “رائدا عالميا”، بعد أن انتقل إلى مرحلة تصدير الطاقة النظيفة.
وتابعت السفيرة بالقول: “في انسجام تام مع سياستها لمكافحة تغير المناخ، اعتمدت المملكة استراتيجيات ترتكز بشكل خاص على مخطط المغرب الأخضر، وترشيد مياه الري والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في الضيعات الفلاحية”، مسلطة الضوء على جهود المملكة في عكس عملية تدهور الأراضي والحد من مدى التصحر.
وأضافت أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يشدد على الحفاظ على الماء، واعتماد مقاربة مندمجة ومسؤولة وتشاركية، والحفاظ على الموارد المائية وتنويعها، وتسريع بناء بنيات تحتية جديدة لتخزين وتوزيع المياه، ومحطات تحلية المياه، فضلا عن تكوين المهندسين والتقنيين المتخصصين في تكنولوجيات المياه.
وأكدت ناجي المكاوي أن مختلف المخططات والاستراتيجيات جعلت من المملكة “مرجعا قاريا وعالميا” في مجال الطاقات المتجددة، وأيضا في مجال “المقاربة الآمنة والإنسانية للهجرة”.
وبعد أن أشارت إلى أن المملكة تتأثر، على غرار البلدان الإفريقية الأخرى، بالتغيرات المناخية والهجرة المناخية التي تتزايد “بشكل كبير”، قالت السفيرة إن “المغرب، بصفته نموذجا للاستقرار وحسن الضيافة، أضحى الوجهة الأولى للمهاجرين المناخيين الأفارقة”.
كما أكدت على أن المملكة تعد “فاعلا رئيسيا في التنمية المستدامة للقارة الإفريقية، خاصة في ما يتعلق بالبيئة والهجرة، وذلك بفضل تضامنها القوي مع البلدان الإفريقية في مجال المناخ، والذي يتجلى من خلال عدد من المبادرات الرامية إلى تعزيز المرونة البيئية في إفريقيا”، مسجلة أن “ريادة المغرب وجهوده المتميزة أكسبته اعترافا دوليا استثنائيا”.
وتميز اللقاء، الذي نظمته سفارة المغرب لدى الفاتيكان والهيئة السيادية والعسكرية لمالطا، بالشراكة مع الجامعة الغريغورية الحبرية، بحضور ثلة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية.