احتضنت مدينة الصويرة الدورة الأولى من ملتقى “ربيع ركراكة”، الذي يهدف إلى تثمين المواسم التقليدية كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوسط القروي. وقد شهد هذا الحدث حضور شخصيات سياسية ودينية وأكاديمية، إلى جانب ممثلين عن الزوايا الصوفية المغربية والإفريقية.
ويندرج هذا الملتقى، المنظم على هامش الموسم السنوي للزاوية الركراكية، في إطار شراكة بين مؤسسة نقيب زوايا ركراكة، ومجلس جماعة زاوية بن حميدة، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، وشركة التنمية المحلية “الصويرة ثقافة فنون تراث تهيئة وتنمية”. ويهدف إلى تسليط الضوء على الأدوار الروحية والاقتصادية للمواسم التقليدية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد نقيب زوايا ركراكة، عبد العزيز المقدم، أن المواسم ليست مجرد طقوس فولكلورية، بل تُعد محركات فعالة لنقل القيم الروحية وتعزيز التضامن الاجتماعي وتنشيط الاقتصاد القروي، مشيراً إلى أن “دور زوايا ركراكة” يشكل نموذجاً فريداً للتفاعل بين التراث والتنمية.
من جهته، سلط رئيس المجلس العلمي المحلي الضوء على البعد الديني والروحي العميق لهذا الموسم، واعتبره آلية فعالة لتقوية الروابط الاجتماعية ونشر قيم الاعتدال والتسامح، مشيداً بتجذر هذا التقليد في الهوية المغربية وثوابتها الدينية والوطنية.
وقد تميز الملتقى بتنظيم جلسات علمية وفكرية حول التراث والتنمية، بمشاركة باحثين وخبراء، إضافة إلى أمسيات صوفية احتفت بفن السماع والمديح، ما أتاح للمشاركين والزوار فرصة للانغماس في أجواء روحانية وثقافية أصيلة تُرسّخ مكانة الزوايا في النسيج المجتمعي المغربي.