حالة شرود، وتوجس كبير وتحفظ في التصريح هي الحالة التي تطبع الاستعداد للاستحقاقات القادمة فالسياسيون يصرحون بتحفظ كبير ويمضغون الكلام كثيرا قبل أن يطلقوه، فالجميع يحاول أن يبعث الأمل لكن اليأس لايزال جاثما على صدور الجميع.
الانتخابات في العرف السياسي دليل على العافية المجتمعية والدينامية التي تطبع الحياة السياسية لأي بلد، فالاستحقاقات الانتخابية مناسبة لبعث رسائل الطمأنة إلى الشركاء الاقتصاديين وإلى الفاعلين الإقليمين على أن البلد في عافية سياسية تامة وبأن هناك مناخ للاستقرار والعيش على تراب هذه الأرض.
كما الانتخابات فرصة ذهبية للتأكيد على أن المواطنين يتمتعون بحرية اختيار من يمثلهم ومن يشتغل من أجل مصالحهم، والحال هذه فإن ما أورد بعضه يعتبر من المقاصد الكبرى للانتخابات في بلاد الأرض كلها.
لذلك فإن الاستحقاقات الانتخابية القادمة يرى عدد من المتتبعين أنها تفتقد إلى النكهة السياسية التي يمكن أن تحفز المواطنين المغاربة على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والذي يعتبر خطوة أساسية في أن تكون هذه الاستحقاقات فرصة حقيقة لإعادة إطلاق دينامية جديدة للحياة السياسية المغربية.
فالعرض السياسي لايزال متواضعا، وقد يكون لعرض نتائج النموذج التنموي مساهمة في ارتباك الأحزاب التي تأخرت في الحسم في برامجها، حيث عمل بعضها على تأخير الإعلان عن البرنامج إلى حين ملاءمتها مع ما جاء به النموذج التنموي وفق الخلاصات التي انتهت إليها.
إن حالة الشرود هاته إن صح التعبير تحتاج إلى مبادرات خلاقة من أجل رفع هذا التوجس والضبابية التي تكتنف المشهد السياسي المغربي، ومن شأنها أن تدفع بالآلاف من الشباب المترددين في ولوج المعترك السياسي والمساهمة في تشبيب مجموعة من الهياكل الحزبية.
وإخراج مؤسسات حزبية قادرة على رفع التحدي وإعادة الدينامية إلى المشهد الحزبي وبالتالي إنعاش التنافس الانتخابي في أفق تشكيل مجالس محلية وجهوية قادرة على تنزيل مقتضيات النموذج التنموي الجديد.
تعليق واحد
اولا اهنئ الساهرين على هذا المنبر و تجديده./
هناك عدة فيديوهات ، تروج صورة سيئة عن
العملية.الانتخابية برمتها.
و تبخيس عمل المؤسسات
المنتخبة .و تيئيس الناس و دفعهم الى العزوف. حتى
وصل الامر الى ادعاء اننا لَسْنا بحاجة اليها. هل هناك
دولة دموقراطية في العالم دون مؤسسات منتخبة.؟
ان كنا نرغب في مغرب قوي و يتمتع بمصداقية في محيطه الجغرافي و العالمي.
علينا ان ندلي بأصواتنا.لمن يستحقها .حتى نغلق الباب امام تجار الاننخابات.و نساهم في اختيار نخبة شابة
طموحة و جادة /،نجدد بها ديموقراطيتنا ،لتواكب
التحديات الجسيمة التي تنتظر بلدنا بعد ازمة الوباء.