شكلت إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة محور النقاش خلال ورشة نظمت، حول تدبير الإجهاد المائي واستعمال الموارد المائية غير التقليدية، الورشة، التي نظمها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بشراكة مع المعهد المتوسطي للماء، تضمنت تقديم التجارب الناجحة في مجال تثمين المياه العادمة على المستوى المتوسطي، ولاسيما تجارب كل من إسبانيا والمغرب وتونس، والخروج بعدد من التوصيات المتعلقة بتدبير هذه المادة الحيوية بشكل أفضل.
وبهذه المناسبة، قدم مدير العلاقات الدولية في شركة “Agbar” المكلفة بتدبير قطاع الماء في برشلونة، ريكارد فريغولا، التجربة الإسبانية في هذا المجال، مستحضرا، في هذا السياق، نموذج برشلونة في ميدان تدبير قطاع الماء وتوجهه نحو تحلية مياه البحر.
من جهته، قال رئيس قسم الإدارة المركزية بالمكتب الوطني للتطهير بتونس، كمال فاضل، إن بلاده تتوفر على 125 محطة للمعالجة، من بينها 115 محطة حضرية و 9 قروية وواحدة صناعية، مبرزا أن حجم المياه المعالجة يبلغ 291 مليون متر مكعب في السنة: 43 بالمائة منها في تونس الكبرى، و 19 بالمائة في الشمال، و22 بالمائة في الوسط و 16 بالمائة في الجنوب.
من جانبها، سلطت رئيسة قسم التراث والتطهير السائل بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، جميلة بهيج، الضوء على المقاربة التي تعتمدها المملكة في مجال تدبير الموارد المائية، مبرزة، في هذا الإطار، أن المغرب أولى اهتماما كبيرا بمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة منذ ثمانينيات القرن الماضي من خلال إحداث المجلس الأعلى للماء والمناخ استنادا إلى القانون المتعلق بالماء، ووضع البرنامج الوطني للتطهير السائل سنة 2005، والبرنامج الوطني لإعادة استعمال المياه العادمة في 2016 .
من جهته، أوضح عبد الصمد الشطابي، مدير مشروع في مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أن “برنامج الماء” الذي وضعه المكتب يشمل تطوير قدرات جديدة لإنتاج ونقل المياه غير التقليدية من أجل تلبية 100 في المائة من احتياجات مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من الماء في أفق 2024 وكذا احتياجات المناطق الحضرية والفلاحية المجاورة للمواقع الصناعية.
وأبرز أن استراتيجية الماء لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تهدف إلى “ترشيد استعمال الماء في جميع مراحل سلسلة القيمة، وتعبئة الموارد غير التقليدية، والابتكار والبحث والتطوير “.
ويتوفر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على مختبر مركزي لتحليل الماء الصالح للشرب والمياه العادمة وأزيد من 131 مختبرا لامركزيا. ويتوفر أيضا على أكثر من 325 مستخدما وأزيد من 8.600 نقطة مراقبة من أجل ضمان الحفاظ على الأمن الصحي، وتوفير الماء الصالح للشرب.