في الوقت الذي يستغل بعض المواطنين فترة العطلة لقضاء أوقات استمتاعية في أحضان الثلوج والطبيعة بمناطق جبال الأطلس، خاصة مدينة إفران التي تعد الوجهة المفضلة لهم، هناك فئة اجتماعية منعزلة تعاني من ويلات البرد القارس في القرى والمداشر الواقعة بأعالي جبال المغرب، والتي لا زالت متأثرة بانعكاسات أزمة الجفاف خلال الموسم المنصرم.
يجيد سكان “المغرب المنسي” صعوبة في تدبير هذه المرحلة الصعبة التي تشهد انخفاض درجة الحرارة إلى درجات تحت الصفر وتساقط الثلوج الكثيفة وانقطاع الطرق، والشيء الذي يزيد الطين بلة استمرار أزمة الجفاف، مما سينعكس بشكل سلبي على تربية المواشي وأيضا الزراعات المعيشية.
تفاقم الأوضاع الإجتماعية بهذه المناطق يسائل ويشك في مدى نجاعة السياسات العمومية والمخططات والإجراءات التدبيرية المتخذة من قبل السلطات المحلية والحكومة المغربية على وجه العموم والتعاطي المسؤول مع المعوقات التي تتخبط فيها عدد من المناطق القروية.
والجذير بالذكر، أن العاهل المغربي محمد السادس أعطى تعليماته السامية للإطلاق الفوري للمبادرة التضامنية الرامية لمواجهة موجة البرد القارس، لفائدة الساكنة القروية المتضررة من الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة بأقاليم الأطلس الكبير والأطلس المتوسط.
بحيث تم تعبئة أطقم بشرية وآليات لوجيستية هامة، بتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للعديد من الأسر المنحدرة من الدواوير والمناطق النائية.
واستهدف العملية في شطرها الأول، العديد من الأسر بأربعة أقاليم ، هي ميدلت وخنيفرة وأزيلال والحوز، مشيرا إلى أن كل أسرة ستستفيد من رزمة من المواد الغذائية (دقيق، أرز، سكر، شاي، ملح، زيت المائدة، وحليب مجفف) وأغطية.