يعتبر الاتحاد الجهوي لرياضة التايكواندو ITF (International Taekwon-Do Federation) بدرعة تافيلالت اطارا رياضيا، خرج إلى الوجود سنة 2017 نتيجة لرغبة مجموعة من الأندية والجمعيات التي تمارس رياضة التايكواندو ITF في توحيد جهودها وتجميع قواها لتحقيق أهدافها.
وبهدف تحقيق جملة من المرامي وضع الاتحاد الجهوي لرياضة التايكواندو ITF بدرعة تافيلالت المنضوي تحت لواء الإتحاد المغربي للتايكواندو ITF التابع بدوره للاتحاد الدولي للتايكواندو ITF (وضع) توسيع رقعة ممارسة هذا النوع من الرياضة، وتكوين أكبر عدد ممكن من الجمعيات الرياضية، فضلا عن تكوين ممارسين يمكنهم تشريف الجهة والمغرب بشكل عام في المحافل الدولية، صوب عينيه حيث يسعى بكل الوسائل المتاحة إلى تحقيق ذلك.
لكن قبل النظر في سؤال أين وصلت جهود هذا الاتحاد وهل الأمور تسير كما خطط له…لا بد بداية، النظر في كيفية اشتغال هذا الإطار التنظيمي الرياضي الجهوي ؟
حسب ما صرح به مصطفى مزوز رئيس الإتحاد الجهوي لرياضة التايكواندو ITF بدرعة تافيلالت فإن الإتحاد يعمد بداية كل سنة إلى تسطير برنامج سنوي يتضمن بطولات و تداريب و دورات تكوينية للتحكيم.
تعقد اجتماعات جهوية مع الأندية المشكلة للاتحاد من أجل وضع برنامج جهوي يستحضر فيه ويتم مراعاة البرنامج الوطني الذي يتم وضعه من طرف هياكل الإتحاد المغربي، عبر التنسيق و التشاور بين التنظيمين حتى لا يتم السقوط في تداخل الاختصاصات وتكرار بعض التكوينات أو التداريب .
فالبرنامج السنوي الذي يتم وضعه وفق مصطفى مزوز يفرض التنسيق والتشاور والتواصل مع باقي الاتحادات الجهوية الأخرى من خلال عقد اجتماعات على مستوى القيادات الجهوية الأخرى سواء حضوريا أو عن بعد حيث يتم استباق الأمور الطارئة و الاستعجالية التي من شأنها أن تغير مجرى البرنامج و يتم تعديله كلما استدعت الضرورة ذلك .
الإتحاد الجهوية للتايكواندو ITF من الداخل …..
يضم الاتحاد الجهوي للتايكواندو ITF ما يقارب 15 ناديا غير أن خمسة اندية أساسية هي التي تعتبر فاعلة ونشيطة بالشكل المطلوب وهي نادي امل الواحة برئاسة رشيد بوفارس ونادي تزرار برئاسة خالد الغزواني و نادي اكسترى بودي فوورم برئاسة عبد العالي باتي ونادي السلام برئاسة هشام عزيزي فضلا عن نادي امل غريس برئاسة توفيق جرفي، ومن جميل الصدف أن هذه الجمعيات جلها تتموقع بواحة كلميمة باستثناء نادي تزرار التابعة لتراب جماعة تاديغوست .
مصطفى مزوز وفي حديثة لصحيفة مغرب 28، ذكر بأن الإتحاد الجهوية لرياضة التايكواندو ITF بدرعة تافيلالت يضم كذلك أربعة أندية متواجد بمدينة خنفيرة مؤقتا وهو يقول في هذا الصدد ” اخترنا أن تنضم تلك الجمعيات إلى جهتنا في انتظار تشكيل اتحاد جهوي خاص ببني ملال خنيفرة … أخذنا بعين الاعتبار جانب القرب حيث العامل الاساس الذي دفعنا لاحتضانهم هو العامل جغرافي .فالإتحاد المغربي قرر أن يضمهم إلى جهة درعة تافيلالت في انتظار تأسيس جمعيات أخرى تخول لهم تأسيس اتحاد خاص بهم ..”.
وبإضافة الجمعيات الأربعة من مدينة خنيفرة فرئيس الإتحاد الجهوي للرياضة بدرعة تافيلالت يؤكد على وجود 9 جمعيات فاعلة على مستوى الاتحاد الجهوي، تعمل على التنسيق فيما بينها عن بعد من أجل الإعداد للبطولات أو مختلف التظاهرات الرياضية .
تقام اجتماعات الأندية الرياضية المكونة من الاتحاد والتي تعرف نشاطا بشكل مكثف و دوري، وفي اسوء الأحوال تجتمع الأندية مرة كل شهر قصد طرح حصيلة عمل كل جمعية رياضية مع ضرورة التنسيق المستمر مع الاتحاد المغربي للرياضة .
يمارس الاتحاد سلطته الرقابية على الأندية المنضوية تحت لوائه، كما يخولها له قانونه الاساسي، حيث يتم استبعاد كل نادي تعمد عدم احترام البرنامج المسطر من قبل الاتحاد بشكل متكرر و لم يحترم مواعيد الاجتماعات المقررة سلفا وهنا يؤكد مصطفى مزوز بأن الأندية المعنية تتوصل بإشعار أول وثاني وثالث من أجل الاستفسار قبل أن يتم سحب عضويتها و في حالة تعنتها واصرارها على الاستمرار في الممارسة فالاتحاد يتبرأ منها .
شروط تأسيس النادي…
بالإضافة إلى شرط توفر ترخيص قانوني من لدن السلطات المحلية واعداد ملف قانوني خاص بالنادي يستوفي جميع الشروط المطلوبة بما فيها تلك المتعلق بتأمين الرياضيين الممارسين مع التأكد من ممارسة الرياضة فعليا على المستوى الميداني وفق ما أورده مصطفى مزوز رئيس الإتحاد الجهوي لرياضة التايكواندو ITF بدرعة تافيلالت.
رشيد بوفارس الذي يعتبر مسؤولا رياضيا راكم خبرة كبيرة في ممارسة التايكواندو ITF وهو الذي يترأس نادي أمل الواحة للتايكواندو ITF بكلميمة و يحمل كذلك عضوية الإتحاد الجهوية للرياضة ذاتها كما أنه مدير تقني جهوي لرياضة التايكواندو ITF. يجيب عن سؤال مغرب 28 المتعلق بالشروط الواجب توفرها في مدرب يطمح لتأسيس نادي رياضي يمارس التايكواندو ITF ، فيقول” أولا الانتماء السياسي يلغى في رياضة التايكواندو ITF لأن الأمر بالنسبة لنا يتعلق بعمل جمعوي وبالتالي فانتماؤنا هو وطني وتشبثنا لا مشروط بشعارنا الله الوطن الملك”.
وقبل الاستفاضة في تقديم الشروط لتأسيس نادي من قبل مدرب يلخص رشيد الأمر في ثلاث كفاءات وهي ….الكفاءة التقنية والكفاء العلمية والكفاءة النفسية.
يستطرد بوفارس في تقديمه للشروط بقوله “شهادة الكفاءة اضطررنا لإضافتها لردع مجموعة من الاختلالات، يحصل المدرب على هذه الشهادة من طرف الإدارة التقنية للإتحاد، حيث تكون مدعومة من خبراء تقنيين”.
يضيف المسؤول الرياضي في معرض تقديمه للشروط الواجب توفرها في مدرب يطمح لتأسيس نادي لرياضة التايكواندو ITF ” يجب على المدرب أن يكون بالغا وعاقلا و يملك كفاءة تربوية واخلاقية ملما بالجانب العلمي للرياضة” .
وحسب بورفارس فيجب على المدرب كذلك أن يكون حاصلا على حزام الدرجة الأولى دوليا والذي لا يمكن امتلاكه سوى بالتوفر على حزام الدرجة الأولى وطنيا .
جامعة ملكية للتايكواندو ITF مطلب لا محيد عنه
تؤمن النوادي المنضوية تحت لواء الاتحاد الجهوي للتكواندوا ITF بفكرة عدم الانزواء تحت وصاية الجامعة الملكية للتايكواندو (WORLD TAEKWONDO FEDERATION) WTF، اعتبارا للإختلاف الذي يعرفه الفنين من ناحية الممارسة .
وفي شرح مفصل لأسباب هذا الرفض ابرز مصطفى مزوز خلال حديثه مع جريدة مغرب 28 بأن رياضة التايكواندو ITF التي يطمحون لتطويرها و الارتقاء بها، تختلف تماما عن التايكواندو WTF من حيث أساليب الدفاع والمتسلسلات الرياضية وبالتالي لا يمكن باي شكل من الأشكال الجمع بينهما ضف إلى ذلك انتماء التايكواندو ITF للإتحاد الدولي في حين التايكواندو WTF يملك جامعة مستقلة به.
إن تأسيس جامعة ملكية تحمل على عاتقها هم تطوير رياضة التايكواندو ITF يستدعى وفق مزوز توفر عدد محترم من الأندية الرياضة يبلغ30 على الأقل، والرقم قابل للتغيير كل سنة حسب المعايير التي يتم تعديلها.
وعن الاتحاد المغربي للتايكواندو ITF المدعوم من طرف الاتحاد الدولي للتايكواندو ITF ،يؤكد المسؤول الجهوي بأن ملفه القانوني كتنظيم رياضي يوجد بقاعة الانتظار داخل وزارة الشباب والرياضة بهدف الدفاع عن شرعيته ريثما يكتمل نصاب تأسيس الجامعة بتوفر العدد الكافي من الجمعيات الرياضية .
الدعم محور الإكراهات
يجيب مصطفى مزوز بشكل مقتضب عن سؤال جريدة مغرب 28، حول الإكراهات والعراقيل التي تحول دون تطوير رياضة التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت بقوله “حينما لا يكون الدعم متوفرا فإنك تقاسي وتعاني لأن الأمر يستدعى جلب خبراء دوليين وبالتالي توفير ظروف الإقامة والمبيت طيلة فترات التدريب ضف إلى ذلك ما تتطلبه مصاريف المشاركة في بطولات خارج المغرب وحتى داخله… ليس من السهل ذلك وبالتالي فالدعم المالي يعد من الأمور الاساسية للمضي قدما …”.
تضامن الأندية وصفة سحرية لتجاوز الأزمات المالية
لم يخفي مصطفى مزوز نبرات التحسر وهو يرد على سؤال الجريدة بخصوص الأزمات المالية التي تواجه الرياضة بجهة درعة تافيلالت، لكنه استجمع طاقته المعنوية فاختار الحديث بنظرة التفاؤل والأمل حيث ذهب للتأكيد بأن التضامن بين الأندية الرياضية المتواجدة بالجهة هي الوصفة السحرية التي تقف وراء استمرارهم رغم الأزمات المالية التي تصعب من مهامهم .
يقول مصطفى في هذا الصدد” نحن نحاول البحث عن مدعمين ماليين وللأسف لحدود الساعة لم نجد أي جهة تقوم بسد الفراغ المالي الذي نعانيه ….وبالتالي فالمدربون يغطون العجز المالي من قدراتهم الخاصة، كما يعملون على التضامن فيما بينهم من أجل تجاوز هذه العراقيل وتغطية الحاجيات المالية..”.
يضيف المتحدث “بالنسبة للأنشطة التي نقوم بها سواء ما تعلق بتكوينات الحكام أو دفع تعويضات المدربين الدوليين، فكل جمعية رياضية تساهم من مالها الخاص من أجل دفع تلك الالتزامات المالية…. هناك عائدات تخص التداريب والدورات التكوينية حينما ينظم الاتحاد الجهوي للتايكواندو ITF مثلا دورة تكوينية فالممارسون يعملون على دفع مبلغ معين من أجل الاستفادة والاتحاد بدوره ينعش خزينته بتلك المساهمات المقدمة “.
خمس سنوات من الاشتغال… ماذا تحقق؟؟
تمكن الشباب الممارس لرياضة التايكواندو ITF والتابع للاتحاد الجهوي من اثبات نفسه خلال مدة قصيرة من الإلتحام داخل هذا الصرح الجهوي الذي لم يلامس السنة السادسة على تأسيسه، حيث تم تحقيق جملة من الإنجازات سنكون مخطئين إن لمن نذكر أبرزها في هذه الورقة التعريفية المخصصة للاتحاد الجهوي للتايكواندو ITF.
هكذا إذن استطاع الشباب الممارس تحت لواء الإتحاد الجهوي تحقيق البطولة المحلية للرياضة والتي نظمت بشكل حضوري سنة2019، بجماعة تاديغوست التي لا تبعد سوى ب 18 كلمتر عن واحد كلميمة، كما شاركت أندية الاتحاد الجهوي في كل من البطولة الوطنية ل tulبسطات و البطولة الوطنية للتباري بسطات سنة 2020 المنظمتين من قبل الاتحاد المغربي للتايكواندو ITF ، فضلا عن المشاركة في البطولة الدولية ل tul بفلسطين سنة 2021 فئة الصغار .
هذا وقد شارك ممارسون من ضمن الاتحاد الجهوي لرياضة التايكواندو ITF ضمن بعثة المنتخب المغربي المنافس في البطولة العربية المنظمة عن بعد بإشراف من الاتحاد العربي المركزي في التول tul صنف الكبار.
الرضى من عدمه …
طبعا والعمل مستمر لابد من تقييم ما يتم فعله حتى يتضح هل الأمر يتعلق بمسار متقدم أم ترف رياضي، ومن أجل ذلك توجهت صحيفة مغرب 28 بسؤال الرضى من عدمه على ما يتم تقديمه، في سبيل بلوغ الأهداف المرجوة .
وقد جاء على لسان مصطفى مزوز وهو يتفاعل مع الجريدة ” من حيث الممارسة وشغف الشباب نحن نمضي في الطريق الصحيح وراضون على ما نقدمه لكن فيما يخص الدعم المالي فنحن غير راضون تماما … اننا نضحي من مالنا الخاص من أجل الدفع بالعجلة إلى الأمام…”.
ينهي مصطفى تفاعله بقوله ” رغم كل العراقيل نحن نشق الطريق من أجل نجاح هذا المشروع الرياضي فأي رياضة في بداياتها تواجه مشاكل لإثبات نفسها وبالتالي فلابد من المثابرة للوصول إلى بر الامان ….”.