شكل موضوع “مجالس العمالات والأقاليم وتحديات التحول الرقمي” محور يوم دراسي نظمته، اليوم الخميس بالداخلة، الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، مساهمة منها في جهود تطوير ورش اللامركزية والرفع من مستوى أداء الجماعات الترابية.
وصلة بذلك كشف رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، عبد العزيز الدرويش، أن الجمعية وقعت على اتفاقية شراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة من أجل الترويج لمنصة “الأكاديمية الرقمية”، التي أطلقتها وكالة التنمية الرقمية لتشخيص واقع التحول الرقمي داخل الوحدات الترابية، مضيفا أنه سيتم، كمرحلة أولى، تفعيل برامج تكوينية متعدد التخصصات في مجال الرقمنة لفائدة الموظفين لتطوير مهاراتهم واكتساب تقنيات حديثة، بغية تسريع انخراطهم في استراتيجية الدولة في مجال التحول الرقمي، في أفق الوصول إلى إدارة حديثة ومتطورة.
من جانبه، قدم رئيس مصلحة إدارة المشاريع بوكالة التنمية الرقمية، أمين المساوي، عرضا حول الدور الذي تضطلع به الوكالة في تعزيز الحكومة الإلكترونية، من خلال التركيز على أربعة محاور شملت “وكالة التنمية الرقمية.. الأهداف والمهام”، و”المنصات الرقمية المشتركة في خدمة الإدارة والمواطن”، و”الوكالة وإجراءات المواكبة”، و”الأمن السيبراني وحماية المعطيات”.
وأوضح أن مجالات تدخل وكالة التنمية الرقمية تشمل “الحكومة الذكية” من خلال مواكبة التحول الرقمي للإدارة المغربية، و”المنظومة الرقمية والابتكار” بتسريع تطوير الاقتصاد الرقمي بالمغرب، و”الشمولية الرقمية والتنمية البشرية” عبر تحسين جودة حياة المواطنين باستعمال التكنولوجيات الرقمية، و”البيئة والثقة الرقمية” من خلال توفير البيئة اللازمة لنجاح الرقمنة. وأشار إلى أن الوكالة عملت، في إطار تبسيط الإجراءات الإدارية ورقمنتها، على تطوير أدوات ومنصات رقمية لضمات تحسين الخدمات الإدارية، من خلال وضع بوابات وطنية تمكن المستخدمين من القيام بجميع إجراءاتهم الإدارية عبر منصات وطنية موحدة، مثل “مكتب الضبط الرقمي”، و”الحامل الإلكتروني”، و”البوابة الوطنية للشكايات” و”خدمة حجز المواعيد والاستقبال الرقمي” وغيرها.
وبدوره، قدم رئيس مصلحة دعم البحث والابتكار بوكالة التنمية الرقمية، زكرياء رشيد، عرضا بعنوان “التثقيف والتكوين في المجالات الرقمية: منصة الأكاديمية الرقمية كمبادرة وطنية”، تطرق من خلاله إلى تعريف الأكاديمية الرقمية وشرح خصائصها ومميزاتها وكيفية استخدامها، مع تسليط الضوء على الدور الذي تضطلع به هذه المنصة في تطوير المهارات الرقمية والتثقيف الرقمي والمهن الرقمية.
كما أبرز السيد رشيد أهمية التحول الرقمي في تطوير والرفع من كفاءة الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز الكفاءة وتسهيل وتجويد الخدمات العمومية، وتحسين حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم بشكل أسرع وأفضل وأكثر شفافية، من خلال الولوج إلى معلومات وخدمات متنوعة بشكل فوري وسهل.
وحث المشاركون في هذا اليوم الدراسي مجالس العمالات والأقاليم على اتخاذ الخطوات اللازمة لتسريع الانخراط في مسار الرقمنة والتحول إلى الإدارة الرقمية للرفع من الإنتاجية وتعزيز تنافسية الاقتصاد، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتعزيز الشفافية والحق في الوصول إلى المعلومة.
ودعوا مجالس العمالات والأقاليم إلى تخصيص اعتمادات مالية أكبر لمواكبة التحول الرقمي وجعل الرقمنة رافعة للتنمية الاجتماعية، والعمل بتنسيق مع السلطات والهيئات المعنية على تقوية البنية التحتية التكنولوجية والرقمية لهذه المجالس، وتعزيز تكوين الموارد البشرية في مجال المعلوميات لتقوية مهاراتهم التقنية.