شهدت منطقة مرزوكة، الواقعة بإقليم الرشيدية، حدثاً بيئياً مميزاً تمثل في عودة طيور النحام الوردي إلى بحيرة ضاية السريج، وذلك بعد غياب دام حوالي سبع سنوات. وتأتي هذه العودة بفضل التساقطات المطرية الوفيرة التي عرفتها جهة درعة-تافيلالت منذ شتنبر الماضي، والتي ساهمت في إحياء هذه البحيرة الموسمية وإعادة التوازن لنظامها البيئي.
وقد رُصدت أعداد كبيرة من هذه الطيور وهي تحلق على علو منخفض فوق البحيرة، في مشهد طبيعي استثنائي جذب انتباه الزوار والسياح. وأوضح حميد سيغاوي، مرشد سياحي محلي، أن المناخ المعتدل وتوفر الغذاء جعلا من هذه المنطقة محطة مثالية لهذه الطيور المهاجرة، التي تستقر مؤقتاً في المغرب قبل مواصلة رحلتها نحو إفريقيا جنوباً أو أوروبا شمالاً.
وتزخر منطقة مرزوكة، بالإضافة إلى ضاية السريج، ببحيرتين موسميتين هما عرق الزنيغي وياسمينة، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق الطيور والطبيعة. كما أن هذا الحدث البيئي يعزز من مكانة مرزوكة كوجهة سياحية عالمية، حيث يجتمع جمال الصحراء بتنوع الحياة البرية، في انسجام نادر يُسهم في تنشيط السياحة البيئية بالمنطقة.