شهد يناير المنصرم أكثر بداية عام سخونة على الإطلاق، حيث تجاوزت درجات الحرارة العالمية فيه المتوسط المسجل خلال فترة ما قبل الصناعة بنحو 1.66 درجة مئوية، وفقا لتقرير شهري صادر عن وكالة “كوبرنيكوس” الأوروبية المتخصصة في مراقبة تغيرات كوكب الأرض.
وذكر التقرير أن هذا هو الشهر الثامن على التوالي الذي تسجل فيه درجات الحرارة الشهرية ارتفاعا قياسيا .
وكانت درجات الحرارة العالمية على مدى 12 شهرا الماضية هي الأعلى على الإطلاق، بنحو 1.52 درجة مئوية فوق المتوسط الم سجل خلال الفترة بين 1850 و1900.
وقالت سامانثا بيرغيس، نائبة مدير خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ، في بيان، إن “الانخفاضات السريعة في انبعاثات الغازات الدفيئة هي الطريقة الوحيدة لوقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية”.
وكانت قراءات مقياس الحرارة أعلى بكثير من متوسط العقود الثلاثة الماضية في جنوب أوروبا وشرق كندا وشمال غرب أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى. 2024 قد يكون أشد حرارة من 2023 وكان عام 2023 هو الأكثر سخونة على الإطلاق.
ويتوقع الخبراء بالفعل أن يتفوق عليه عام 2024 من حيث درجات الحرارة القياسية، ويرجع ذلك إلى مزيج من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وظاهرة إل نينيو، إضافة إلى الظاهرة الدورية المسؤولة عن تغير دوران المحيطات وأنماط الطقس، مما يفاقم الحرارة والجفاف في العديد من خطوط العرض على كوكب الأرض.
وأضافت “كوبرنيكوس” أن ظاهرة إل نينيو بدأت تتراجع في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، وهي النقطة الأولى لنشأتها. لكن درجات الحرارة فوق المحيطات (أو ما يعرف باسم درجات حرارة الهواء البحري) ما تزال عموما عند مستوى مرتفع بشكل غير عادي. ووصل متوسط درجات حرارة سطح البحر العالمية إلى مستوى قياسي شهري في يناير، كما واصلت درجات حرارة البحر اليومية ارتفاعها في أوائل فبراير، متجاوزة الأرقام القياسية التي س جلت في غشت الماضي.