أما تصاعد التهديد من جهة موسكو بغزو جارتها أوكرانيا يتساءل العديد من المتتبعين عن أسباب الخلاف بين الطرفين وعن احتمالية نشوب حرب عالمية جديدة خاصة وأن الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوب الأيدي ولا أمريكا أمام غزو محتمل.
ويمكن العودة إلى سنة 2014 وهو تاريخ بداية الخلاف عندما أقدمت موسكو على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية وتبع ذلك اندلاع حرب في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا، الذين يعتبر الكرملين الراعي العسكري لهم رغم نفي موسكو.
في 10 نوفمبر 2021 طلبت واشنطن من روسيا توضيحات بشأن تحركات “غير عادية” لقواتها على الحدود الأوكرانية. وسبق أن حشدت موسكو في أبريل نحو 100 ألف جندي على الحدود، من جانبه، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بتسليم أسلحة إلى كييف وإجراء مناورات عسكرية “استفزازية” في البحر الأسود وقرب الحدود.
وفي السابع من شتنبر هدد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة افتراضية ثنائية، بـ”عقوبات اقتصادية شديدة” في حال غزو أوكرانيا، فيما طالب الرئيس الروسي بـ”ضمانات قانونية موثوقة” تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكشفت موسكو مسودتي معاهدتين تنصان على حظر أي توسع لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أميركية في دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي 12 فبراير اعتبرت أوكرانيا أن التحذيرات الأميركية بشأن غزو روسي محتمل “مثيرة للهلع”. فيما أعلنت موسكو، التي بدأت مناورات بحرية جديدة في البحر الأسود، أنها ستخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين هناك.
ووصف فلاديمير بوتين الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأنها “تكهنات استفزازية”، خلال اتصال هاتفي مع إيمانويل ماكرون، الذي كرر “عزم الغربيين على الرد” في حال غزو روسي لأوكرانيا، وفي مكالمة هاتفية أخرى، حذّر جو بايدن نظيره الروسي من “الكلفة الباهظة والفورية” التي ستتكبدها موسكو في حال شن هجوم على أوكرانيا.