في السهول الجافة التي يكسوها الغبار خارج بلدة أولام، الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال عاصمة النيجر نيامي، بدأت تتفتق مساحات واسعة من الأراضي الخضراء من خلال زراعة الخضروات.
وتتجول في هذه المساحات الخضراء نساء يرتدين ملابس متعددة الألوان، وهن يفحصن أنابيب الري ويسقين النباتات التي تبدو عليها علامات العطش.
تنحدر نحو 450 امرأة من العاملات في هذه الأرض من ثلاثة مجتمعات مختلفة: بعضهن من السكان المحليين، والبعض الآخر نزح بسبب الصراع وانعدام الأمن في أماكن أخرى في النيجر، أما الباقي فهن لاجئات من مالي المجاورة.
أوضحت رابي سالي، البالغة من العمر 35 عاما، والتي استقرت في المنطقة بعد الفرار من الهجمات المسلحة في مسقط رأسها ميناكا، الواقعة على بُعد 100 كيلومتر شمالا عبر الحدود، في مالي:”لقد فعلنا هذا كله بتضامن مع المجتمعات المختلفة من اللاجئين والنازحين والمجتمع المحلي في أولام. نحن سعداء جدا للعمل معا”.
تساعد المنتجات التي تزرعها رابي سالي- بما في ذلك البطاطس والبصل والكرنب والفلفل والبطيخ – في إطعام أطفالها السبعة وكسب الرزق من خلال بيع الفائض في السوق المحلية.
كما ساعد مشروع حديقة الخضروات منذ إنشائه أيضا على تسهيل وصول آلاف اللاجئين والنازحين داخليا إلى المدينة.
تتذكر كاتيما أدامو، وهي امرأة تبلغ من العمر 48 عاما من أولام، وتملك قطعة أرض خاصة بها: “عندما علمنا أنهم سوف يستقرون هنا، كنا خائفين وغير سعداء. “اعتقدنا أنهم سيجعلون حياتنا غير ممكنة، لكن حدث العكس.”
في جزء آخر من أولام، تأتي دفعة أخرى للتكامل المجتمعي وحماية البيئة من مصدر آخر، حيث يعمل 200 رجل وامرأة – لاجئون ونازحون داخليا وسكان محليون – في صناعة الطوب من الكتل الترابية المضغوطة.
بالعودة إلى مشروع حديقة الخضروات، بعد أن عملت مع جيرانها الجدد لمواجهة تحديات الحياة اليومية، بالإضافة إلى الأزمات المميزة لعصرنا والخارجة عن سيطرتهم، تقف السيدة سالي فرحة بثمار حديقتها والتي تعد انعكاسا للمجهود الكبير الذي قامت به.