كشف الدكتور منير القادري أن العالم يكتوي اليوم بنار الأفكار الداعية إلى فصل القيم عن الممارسة السياسية والاقتصادية، وشدد القادري الذي كان يتحدث بمناسبة الليلة الرقمية الخامسة والثمانين على ضرورة الاهتمام بالرأسمال المعنوي الروحي واللامادي من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي.
وذلك من خلال تكامل سائر مقومات الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها مع البعد الروحي والأخلاقي، خاصة في ظل ما صار يتطلبه هذا العصر من ضرورة تخليق الحياة العامة.
وأبرز القادري خلال ندوة ” التصوف ومواجهة تحديات العصر “. عواقب هذا الإقصاء من فقدان الإنسان لتوازنه واستقراره وأمنه الداخلي، واستفحال التطرف المادي الذي أضحى يغرق الكثيرين من الناس في طابور الملذات والاستهلاك الجشع بكل صوره وأشكاله.
إضافة إلى انتشار التطرف الديني لأصحاب التدين المنغلق والفهم السطحي الحرفي الضيق للنصوص الدينية مما يؤجج نيران العنف والإرهاب في مختلف بقاع العالم ويزعزع الاستقرار والأمن والسلم والسلام.
و أكد في السياق ذاته أن الفكر الصوفي الذي يمثل الإسلام المعتدل وقيمه الروحية والأخلاقية هو إدانة صريحة لمثل هذا الانفصام المرضي والسلوك العدواني.
وتابع ذات المتحدث أن الفكر الصوفي هو دعوة إلى الإنسان كي يعيش حياة سوية مطمئنة مع نفسه ومع محيطه الإنساني القريب والبعيد ومع الوجود بأكمله، مبرزا حاجة الإنسان إلى هذه المعاني خاصة في هذا العصر الراهن الذي تتقاذفه الأهواء والتطلعات المشوبة بالنزعة الفردية والأنانية واللامسوؤلية.