تستعد جمعية الخير للتنمية والتضامن لتنظيم ندوة علمية حول موضوع ” قبيلة هنتيفة التاريخ والإنسان والمجال” وذلك يوم السبت 13 أبريل 2024 بدار الشباب بني حسان على الساعة الثالثة بعد الزوال، وتأتي هذه الندوة في سياق برنامج عمل الجمعية الذي يهدف إلى تثمين التراث اللامادي للمنطقة وربط الأجيال الصاعدة بالتاريخ.
وصلة بذلك أعدت الجمعية أرضية لشرح سياق الندوة التي جاءت على الشكل التالي :
لماذا تاريخ القبيلة؟
لا يمكن لأي مبادرة تنموية تستهدف المجال بمفهومه الجغرافي والبشري أن يكتب لها النجاح، إذا لم تتعزز هذه المبادرة بالشعور القوي بالانتماء إلى هذا المجال، والاعتزاز بالانتماء، والرغبة في الوفاء له، من خلال اعتناق مبادرات خلاقة، من شأنها المساهمة في تغيير أوضاع المجتمعات المحلية المنتظمة في شكل مجموعة من الدواوير والجماعات الترابية.
لذلك فإن هذه الندوة تشكل فرصة لتغذية هذا الشعور بالانتماء من مدخل القبيلة التي كانت أوسع وأرحب من الرؤية الإدارية في تقسيم المجال إلى جماعات ترابية، تقسيما تبين مع مرور الزمن، وتراكم التجارب على أنه يعطل الفعل التنموي ويؤخره بسبب غياب الالتقائية والتنسيق على مستوى المشاريع المهيكلة.
التاريخ والمستقبل
إن التاريخ اليوم ليس ترفا فكريا تتزين به المجالس والملتقيات، بل عنصر باعث على الإيمان بالحلم المشترك بين أبناء المجال- القبيلة، وبوثقة من شأنها صهر التجارب الغنية والمتنوعة لأبناء القبيلة، وتوظيفها في انتشال المنطقة من اليأس التنموي والعقم الفكري الذي انتشر بشكل فضيع إلى حد اليأس والعدمية أحيانا.
إن الاهتمام بالتاريخ يعتبر من ميزات النخبة المثقفة التي تبحث في مكنونات الأحداث والوقائع وآثرها على حياة الناس، وهذا ما يجعل من أهداف هذه الندوة أن تكون مناسبة لاجتماع النخبة المثقفة، للنبش في ماضي المجال الذي ننتمي إليه جميعا، والتفكير في حاضره واستشراف مستقبله.
جسور بين الأجيال
إن هذه الندوة محاولة جادة لبناء الجسور بين الأجيال المتعاقبة على العيش في هذا المجال الغني بتراثه الثقافي، ومناسبة للاحتفاء بالعقول التي صقلتها قساوة ظروف وطبيعة المنطقة وأصبحت اليوم في مراكز مهمة ومستويات مختلفة من صناعة القرار في بلادنا.
القبيلة والتنمية
إن تركيز ندوتنا على البحث في تاريخ القبيلة ليس الغرض منه إحياء النعرات القبلية وتكريس الفكر القبلي مع كل تمثيلاته السلبية من عصبية وانغلاق بل إن القبيلة بالنسبة لنا اليوم هي المجموعة البشرية التي تشترك في العديد من العناصر، سواء من حيث المجال الجغرافي واللغة والتاريخ والمستوى المعيشي، وتروم مبادرتنا إلى تحويل كل هذه القواسم المشتركة إلى منطلقات لإنجاح المبادرات التنموية التي تشرف عليها مؤسسات الدولة.