اتفق رؤساء الدول والحكومات الأوروبية والممثلون السامون للاتحاد الأوروبي، المجتمعون بفرساي قرب باريس، بمبادرة من فرنسا، على أجندة مشتركة من أجل مواجهة تداعيات الحرب في أوكرانيا، وأوضح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، أن التكتل سيقوم على الصعيد الطاقي بتحديد “مخطط عمل” يتيح الخروج في أفق العام 2027 من “التبعية الطاقية” وضمان “السيادة” في هذا المجال.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي عقده إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في ختام قمة أوروبية غير رسمية، إن “اتخاذ خيارات الاستقلالية هذه لها كلفتها”، وأضاف “نستوعب إلى أي مدى يشكل طعامنا ودفاعنا مواضيع تدخل في خانة السيادة. نريد اختيار شركائنا وليس الاعتماد عليهم”.
وبخصوص الدفاع – يضيف ماكرون- فإن الأمر يتعلق بـ “تحديد الاستثمارات التي نحتاجها”، مضيفا أنه “بحلول ماي”، سيتم تقديم استراتيجية دفاعية أوروبية، وقال الرئيس الفرنسي إن الاتحاد الأوروبي “سيعمل على تعزيز وبناء قطاعات الدفاع الأوروبية”، مشددا على ضرورة “إعادة تقييم استراتيجيات الحماية لدينا قصد الدفاع عن سيادتنا الغذائية”، كما أعاد ماكرون التأكيد على أهداف الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، أي “العودة السريعة للسلام” وبلوغ “وقف لإطلاق النار”.
وبخصوص طلب كييف الانضمام إلى تكتل الـ 27، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن “أوكرانيا تشكل جزءا من الشعوب الأوروبية”، وقالت “اليوم فتحنا الباب أمام انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي”، مضيفة أن “هناك شروطا يجب تلبيتها لدخول التكتل”. وتابعت “لكننا لسنا غافلين عن السرعة التي تطورت بها الأحداث الأخيرة”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي “نحن منخرطون في دعم أوكرانيا، وقد أجرينا بالطبع مناقشة بشأن الطلب الذي قدمته أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، ونريد أن نقول رسميا وبقوة لأصدقائنا الأوكرانيين أنهم عضو كامل العضوية في الأسرة الأوروبية”.
وجرى تغيير جدول أعمال هذه القمة، التي كانت مقررة منذ منتصف دجنبر، وكانت مخصصة بداية لبحث “نموذج جديد للنمو والاستثمار” في أوروبا، اعتبارا للتطورات المتعلقة بالنزاع الروسي- الأوكراني.