لا يمكن أن نتحدث عن مناطق سوس وآيت بعمران، إلا ويتبادر إلى اذهاننا شجرة الصبار التي تميز هذه المناطق على الصعيد الوطني، وذلك من خلال إنتاج وزراعة هذه الفاكهة عبر مساحة عديدة، وتضم هذه المناطق تعاونيات متخصصة في إنتاج الصبار تشغل يدا عاملة مهمة في النشاط الاقتصادي، كما تتوفر على وحدات صناعية خاصة بإنتاج وتلفيف فاكهة الصبار.
الصبار نوع من أنواع النباتات التي تعيش في الظروف والبيئات الصحراوية، وله أنواع كثيرة ومتعددة يصل عددها إلى أكثر من 200 نوع، وله خصائص تساعده على مقاومة ظروف قاسية، وله القدرة على التحمل، وينتمي الصبار إلى الفصيلة الصبارية، هو من النباتات عديمة الساق أو ذات الساق القصير وتنمو بطول 60 – 100 سم.
تتميز أوراق نبات الصبار بأنها عريضة لحمية دهنية ذات لون أخضر، وبعضها يميل لونه الأخضر إلى الرمادي مع وجود بعض الاختلافات، وتظهر نقط بيضاء على الجزء السفلي والعلوي من الساق، كما تغطيها بشرة شمعية تحافظ على رطوبتها وتحميها من فقدان السوائل، حافته أوراق الصبار مسننة ذات أسنان بيضاء.
يُزهر نبات الصبار في فصل الصيف؛ فتظهر الزهور على الشوك بشكلٍ متدلٍ بطول لا يتجاوز 90 سم، كل زهرة منها لها بتلات صفراء بطول يتراوح بين 2 – 3 سم.
تحتوي أوراق الصبار على مواد كيميائية ذات أثر طبي، كألياف نبات الصبار تساعده على تحمل ظروف الحياة القاسية؛ فالصبار من النباتات المعمرة رغم درجة الحرارة العالية في جو الصحراء بالإضافة إلى ندرة المياه وتربة بالغة التدهور فقيرة لأهم العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات.
يتميز الصبار بقدرته على التلاؤم؛ فهو لا ينتظر سقوط الأمطار، كما يتميز بتكيف فيزيولوجي وهيكلي وظاهري يمكنه من النمو المتواصل رغم ندرة الماء وزيادة درجة الحرارة ونقص العناصر الغذائية.
تنمو معظم أنواع الصبار في المناطق الحارة الجافة وفي الغابات الاستوائية المطيرة، كما ينمو الصبار على الجبال.
ويمثل نوع الصبار ” التين الشوكي ” مصدر مهما للفاكهة، وتستخلص منه زيوت طبيعية ومستحضرات تجميل تشكل مصدر رزق للألاف العائلات.
وتسود مخاوف في أوساط المنتجين لهذه الفاكهة بهذه المناطق بعد عودة انتشار مرض الحشرة القرمزية في بعض ضيعات الصبار في المغرب وهو مرض يصيب نبات الصبار ويخلف أضرارا كبيرة بالضيعات ويقضي على محاصيل هذه الفاكهة الشعبية في المغرب.
الحشرة القرمزية عبارة عن طفيليات تلتصق بألواح شجرة الصبار وتمتص عصارتها وتغطيها بالكامل بواسطة طبقة لزجه تشبه الصوف الأبيض مما يتسبب في تلفها بالكامل، لكنها لا تشكل خطرا على الانسان والحيوان.
ونفذت وزارة الفلاحة “خطة طوارئ” في العام 2016 لمكافحة الحشرة، بالاعتماد على المعالجات الكيميائية واقتلاع نباتات الصبار المصابة ودفنها وإجراء الأبحاث البيولوجية لاختيار الأصناف المقاومة القادرة على الصمود أمام هذا المرض وتحييده.
وفي غشت 2022، قدرت السلطات الزراعية المساحات التي تلفَت بنحو 120 ألف هكتار،ويتم معالجة نبات الصبار باستعمال المبيدات المرخص لها على الصعيد الوطني خاصة مادة “بيرو كسيفين”, إضافة إلى مواد بيولوجية كالزيوت المعدنية ومشتقات الصابون، لمحاربة مرض هذه الحشرة.
ودعا المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إلى اتباع طرق عديدة لمكافحة هذه الحشرة وذلك بعدم نقل ألواح الصبار لأجل زرعها من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من مصلحة حماية النباتات، عدم استقدام فاكهة الصبار من المناطق المصابة بالحشرة إلى المناطق السليمة؛ استعمال الصناديق البلاستيكية بدل الخشبية لنقل الفاكهة وذلك بعد غسلها وتعقيمها؛ تفادي دخول وانتشار هذه الحشرة عبر وسائل النقل) الشاحنات, حيث يساهم تردد الشاحنات بين المناطق المصابة والسليمة في خطر انتشار هذه الحشرة ثم اخيرا أخد التدابير اللازمة للحد من انتشار الحشرة وذلك بمعالجة الصبار المصاب أو التخلص منه عن طريق حرقه أو وركمه متى ما ظهرت الإصابة عليه.
وتراهن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من أجل المكافحة الناجعة للحشرة القرمزية على نبات الصبار، بإشراك الفلاحين في البرنامج الوطني لمكافحة الحشرة القرمزية؛ وهو ما أثبت فعاليته في الميدان ومساهمته في علاج الصبّار المُصاب، بتأطير من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) بتنسيق مع باقي الشركاء للقضاء على هذا الوحش الأبيض.