أُسدل الستار اليوم السبت على فعاليات الأسبوع الثقافي المنظم بثانوية الزيتون الإعدادية بجماعة الدخيسة، وذلك بتوزيع الجوائز على التلاميذ الفائزين في المسابقات التي جرى تنظيمها خلال فترة تنشيط الأسبوع الممتدة مابين 23 و 28 ماي 2022.
الأسبوع الذي اختار له الأطر الإدارية والتربوية شعار (الأنشطة التربوية رافعة أساسية لصناعة التميز والإبداع )، تميز بفقرات متنوعة شملت مجالات الفن الثقافة الترفيه الرياضة والتراث وهو بذلك يأتي في إطار البرنامج السنوي للمؤسسة الذي يهدف إلى الارتقاء بالعمل التربوي.
هكذا تجند كل من في المؤسسة من ادارة تربوية و أساتذة وأعوان وكذا التلاميذ قصد تفعيل برنامج الأسبوع وتنشيطه على مدى 6 أيام كاملة.
كواليس الإعداد…
سلطت مديرة ثانوية الزيتون الإعدادية، بشرى بوعلي الضوء على جانب من كواليس التحضير للأسبوع، حيث قالت في تصريح لجريدة مغرب 28 بأن التحضيرات بدأت منذ قرابة الشهر، موضحة بأنه تم عقد اجتماعات مكثفة كان آخرها المجلس التربوي، حيث تقرر تنشيط الأسبوع الثقافي عبر أربعة أندية تربوية متمثلة في نادي التربية على المواطنة وحقق الإنسان ونادي القراءة والإبداع ثم النادي الثقافي والفني والنادي البيئي والصحي.
وحسب ما أفادت به شرى بوعلي فإن كل نادي أسندت له مهمة التحضير لعدد من الأنشطة التي تصب في مجال اهتمام أعضائه، حيث تم تكليف نادي المواطنة وحقوق الإنسان بإقامة معرض التراث حول منطقة الدخيسة وتنظيم مجموعة من المسابقات الثقافية التي تهم السنة الأولى والثالثة إعدادي، فيما اهتم نادي القراءة والإبداع بإخراج التلاميذ من الضغط النفسي الذي يعيشونه في هذه الفترة من الموسم الدراسي مع اقتراب الامتحانات من خلال الاشتغال على أنشطة متكاملة لهذا الغرض من قبيل ورشات للقراءة والكتابة و الشعر، فضلا عن انتاج فلم تربوي.
تضيف المديرة وهي تتحدث للجريدة عن الأنشطة التي أنتجتها الأندية التربوية(النادي الثقافي والفني اشتغل أعضاءه على صقل المواهب الفنية للتلاميذ من خلال معرض تشكيلي، كما كانت المسابقات المنظمة باللغتين العربية والفرنسية، وسيلة لتنمية الجانب الثقافي للتلاميذ).
تتابع رئيسة المؤسسة وهي تعرف بالأندية التربوية التي شكلت أعمدت أساسية لإنجاح الأسبوع الثقافي( النادي البيئي والصحي تكلف أعضاءه بتقديم عروض توعوية بأهمية الحفاظ على البيئة وكذا ضرورة الوقاية من الأمراض المهددة بالبشرية).
وقبل أن تختتم بشرى بوعلي جوابها عن سؤال للجريدة بخصوص منهجية الاشتغال أكدت بأن النوادي تعمل بشكل ممأسس، حيث كل نادي يضم ثلاث أو أربع أساتذة، وهناك منسق عام يشرف على التنسيق بين الأندية وجمع شتات الأنشطة وادراجها ضمن برنامج واحد متكامل.
عبد الإله الطرشي الذي يحمل صفة منسق الأندية التربوية بإعدادية الزيتون وخلال تصريح له على مايكروفون الجريدة، حاول الكشف عن جوانب من العمل الميداني الجبار الذي تم القيام به لإنجاح الأسبوع الثقافي و توحيد برنامج عمله.
يقول الطرشي في هذا الصدد( من أجل تجاوز مشاكل التنسيق واكراهاته، عُقدت اجتماعات بين منسقي النوادي التربوي( نادي القراءة والإبداع.. النادي الثقافي والفني.. النادي البيئي والصحي.. نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان)، وبناء على برنامج مصغر لكل نادي و أفكار الأساتذة تمت صياغة برنامج عام ومتكامل وتم توزيع الأنشطة على النوادي كل حسب مجالاته واهتماماته).
مرامي الأسبوع الثقافي…
سطر الأطر الإدارية و التربوية لثانوية الزيتون الإعدادية جملة من الأهداف والمرامي لتحقيقها في الأسبوع الثقافي الذي زين الموسم الدراسي للمؤسسة، إلى جانب الهدف الرئيسي المتمثل في تنزيل مشروع المؤسسة و الارتقاء بالحياة المدرسية.
هكذا استهدف الأسبوع الثقافي تنمية القدرات الإبداعية للتلاميذ من خلال الاشتغال على مجموعة من المجالات منها ما هو ثقافي، تربوي فني و تشكيلي.
كما سعى الأطر التربوية والإدارية إلى اخراج التلاميذ من روتين القسم ومشاركتهم في الأنشطة وتحويلهم إلى منتجين وفاعلين ومندمجين فضلا عن تكوين شخصيتهم بشكل متزن، واخراجهم من ضغط الامتحانات.
هذا وسطرت المؤسسة لنفسها هدفا خاصا تمثل في التعريف بالتراث المحلي لمنطقة الدخيسة، حيث حاول تلاميذ المؤسسة المنضوون تحت لواء نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان التعريف بتاريخ المنطقة انطلاقا من محيطهم عبر ابراز مميزات منطقة الدخيسة وما تزخر به من موروث ثقافي وصناعي تقليدي.
عبد الإله الطرشي وهو يستعرض للجريدة عدد من الأهداف المبتغاة تحقيقها، اعتبر بأن الاسبوع الثقافي يشكل فرصة للتلاميذ للانخراط الفعال، كما أنه يفرغ طاقاتهم، و يملأ الفراغ الذي يمكن أن يحدثه تواجد المؤسسة في منطقة نائية وما يصاحب ذلك من غياب المساريح ودور الثقافة وبالتالي فالمؤسسة بالنسبة له فرصة لصقل مواهبهم وتفريغ الطاقة السلبية للتلاميذ.
العزيمة وتظافر الجهود لتذليل الصعوبات…
لم ينكر الأطر الإدارية والطاقم التربوي لإعدادية الزيتون، مواجهتهم لصعوبات واكراهات قبل واثناء الاسبوع الثقافي، غير أن إجماعا -منقطعا للنظير- رصدته الجريدة خلال حضورها أحد أيام الأسبوع- على أهمية الإصرار والعزيمة وتظافر الجهود من أجل تجاوز الصعوبات والتغلب على الإكراهات.
عبد الإله الطرشي الذي خبر التنشيط التربوي، أوضح بأن طاقم المؤسسة صادف بعض الآباء يرفضون مشاركة أبنائهم في مثل هذه الأنشطة، معتبرين اياها مضيعة للوقت، كما أن محيط وثقافة المنطقة شكل هو الآخر نوعا من الإكراه بحكم طبيعة تنشئة أبنائها وتأثرهم بوسطهم الأسري، فضلا عن مشاكل مرتبطة بوسائل النقل وضعف الوسائل التقنية بالمؤسسة.
الطرشي الذي يدرس مادة الاجتماعيات بالمؤسسة، أورد بأن لقاءات تواصلية لجمعية الآباء وأولياء التلاميذ، مع أولياء أمور المتمدرسين، استهدفت التعريف بأهمية انخراط المتعلمين في الأنشطة التربوية حيث تمت التعبئة والتعريف بأهمية هذا الأسبوع.
يقول المتحدث (هناك مجموعة من الإكراهات غير أننا استطعنا أن نتغلب عليها بتظافر جهود الطاقم التربوية والإداري والأعوان وكذا بتعاون واصرار من التلاميذ من أجل انجاح هذا العرس الثقافي).
بنفس النظرة التفاؤلية وعزيمة مواجهة الصعوبات، تحدثت مديرة المؤسسة عن الصعوبات، فأكدت بأنها تنقسم إلى اثنين منها ما هو مادي ومعنوية.
توضح رئيسة المؤسسة فتقول(… لما لا يكون الشركاء دائما في خدمة المؤسسة.. لما لا نجدهم سندا بشكل دائم مثلا هناك جمعية الآباء وأولياء التلاميذ تقوم بدور فعال ومهم في خدمة المؤسسة فيما الجماعة الترابية هناك تجاوب لكنه غير كافي.. هناك دعم يقدم للجماعات لما لا يتم استغلاله في دعم المؤسسة. نعم المؤسسة تستفيد من ميزانية خاصة لتفعيل مشروعها السنوي لكن هناك سقف لا يجب تجاوزه).
تستطرد بشرى بوعلي ( هناك اكراه التعامل مع جمعيات المجتمع المدني خاصة المتواجدة بمنطقة الدخيسة نحن لا نجد جمعيات نتواصل معها… لما لا تقوم هذه الجمعيات بتأطير الأنشطة والتلاميذ، من أجل تفعيل أمثل للحياة المدرسية).
النظرة التفاؤلية لبوعلي لم تغب عنها وهي تتحدث عن اكراهات العمل فقد استبشرت خيرا في المستقبل مع قرب الإفراج عن منحة للتأهيل والتي من شأنها أن تساهم في الرفع من جودة ومردودية الحياة المدرسية كما يمكن أن تدفع بالمؤسسة إلى الأمام وتمكنها من تحقيق أهدافها.
المديرية الإقليمية تواكب الاسبوع الثقافي بإعدادية الزيتون
شكل حضور المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمكناس وفاء شاكر لفاعليات الأسبوع الثقافي المنظم بثانوية الزيتون الإعدادية إضافة نوعية للأطر التربوية والإدارية وتشجيعا كبيرا لمجهوداتهم المبذولة.
وفاء شاكر وفي حوار صحفي لجريدة مغرب28، أكدت بأن هذه الزيارات الميدانية التي تقوم بها المديرية إلى المؤسسات التعليمية لا تأتي من فراغ، بل لتثمين المجهودات التي تقوم بها الأطر التربوية، كما يتم الوقوف على مدى تنزيل مشاريع القانون الإطار داخل المؤسسات التعليمية .
فالأنشطة الموازية وفقا للمديرة الإقليمية (تمكن من التعرف على مواهب التلاميذ وإعطائهم الأمل في المستقل، لأنه ليس بالضرورة جميع التلاميذ يرغبون في ولوج مهن التدريس أو التطبيب أو الهندسة أو الإعلام… فقد رأينا اليوم مهارات التلاميذ التي لا تبرز أحيانا في القسم).
وخلال حديثها عن برامج المديرية لدعم الأنشطة التربوية بالمؤسسات التعليمية داخل تراب عمالة مكناس، أبرزت وفاء شاكر بأن المخططات والبرامج التي يتم تنزيلها تترجم التصورات العامة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث تتم عملية المواكبة والحرص على تملكها على مستوى المؤسسات التعليمية.
المسؤولة الإقليمية على قطاع التعليم بعمالة مكناس وهي تستعرض أمثلة لتلك البرامج تقول (الفيلم التربوية وهو نشاط تبنته الأكاديمية الجهوية لفاس مكناس، ينظم كل سنتين و تشارك فيه المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني)، تضيف (هناك القصة القصيرة .. تحدي القراءة العربي… فن الخاطبة ….هناك الشعر العربي الفرنسي الإسباني الإنجليزي .. المسرح، الغناء.. هناك أنشطة بيئية مثل الحفاظ على الماء والسلامة الطرقية وغيرها من الأنشطة…).
ولم يفت المديرة الإقليمية بأن تبرز توفر الجهة على مركز للتفتح الفني والأدبي لصقل مواهب التلاميذ، و من شأنه أن يمكن المتمدرسين من تلقي تكوينات على يد اساتذة أكفاء ذو خبرة يمكن أن يدفعون بهم إلى الأمام…).
وتؤكد المسؤولة الإقليمية، بأن المجال مفتوح للإبداع فأي مؤسسة حسبها يمكن أن تبدع وتقترح نشاطا غير متضمن في الأنشطة الرسمية، وهي بذلك تشترط انطلاق المؤسسة التعليمية من مشاريع القانون الإطار بشكل صحيح.
وخلال اجابتها عن سؤال جريدة مغرب28 بخصوص منهجية تعامل المديرية مع المؤسسات التعليمية بناء على مكان تواجدها أكدت المديرة بأن هناك تمييز إيجابي لبعض المؤسسات و المتواجدة في المجال القروي فمثلا حينما نتحدث عن الدعم الاجتماعي يوجه إلى العالم القروي بالدرجة الأولى و النقل المدرسي يخصص للعالم القروي، فالمديرية حسبها تعمل جاهدة على تقريب الخدمات للأسر..).
فالمدرسة المغربية وفقا للمسؤولة هي مشروع مجتمع بأسره، لا يعني المؤسسة لوحدها، وبالتالي فنجاحها في تأدية أدوارها رهين بانخراط جميع الشركاء والفاعلين.