أشارت صحيفة “فرانكفورتر العامة” الألمانية إلى قضية الهبوط الاضطراري الشهير الذي عرفته طائرة أقلعت من المغرب وكان من المفترض أن تنزل بتركيا، إلا أن حادثا فجائيا جعلها تقوم بهبوط اضطراري اتضح لاحقا أنه قد خُطط له لتسهيل فرار بعض الركاب، مشيرة أن البداية كانت عبر منشور بمجموعة افتراضية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تسمى “بروكلين”، والتي تم فيها نشر خطة من طرف أحد أعضائها يصف وبشكل مشابه إلى حد كبير الأحداث التي جرت بمطار بالما، حيث أشار في المنشور إلى استغلال مسألة عدم حاجة المغاربة لتأشيرة لدخول الأراضي التركية، وأن الطائرة المُسافرة ستمر عبر الأجواء الإسبانية، ثم اقترح التنسيق بين 40 متطوعا من الراغبين في الهجرة لأوروبا، ليقترح بعدها قيام أحد المسافرين بمحاكاة لنوبة قلبية وقيام الآخرين بالضغط على الطاقم للقيام بهبوط اضطراري.
وأوردت صحيفة “فرانكفورتر العامة”، أنه وفي يوم الجمعة الماضي، وبعد وقوف الطائرة التي كانت تقلهم اضطراريا في مطار إسباني، استغل الفرصة وقام 21 راكبا بالفرار من المطار مستغلين غياب حراسة أمنية مشددة على مداخله، وقد أكد قبطان الطائرة أن طلبه الإذن بالهبوط في مالوركا كان بسبب سقوط أحد الركاب في غيبوبة السكري. وبعد أن اقتيد برفقة أحد الركاب إلى مستشفى لإجراء فحص، تبين أن الأمر لا يتعدى كونه محاولة تمثيلية سهل من خلالها عملية فرار عدد كبير من الركاب.
في سياق متصل تشير الصحيفة ذاتها إلى أن الشرطة قد قامت بعد الحادثة بإلقاء القبض على المغربي الذي قام بمحاكاة نوبة السكري، للاشتباه في كونه هو الذي ساعد وحرض على هذه الهجرة غير الشرعية، في حين أضافت الصحيفة أن رفيقه قد اختفى رفيقه رفقة أزيد من 21 شخصا من الذين فروا من الطائرة، حيث تسلقوا السياج وغادروا المطار إلى وجهة مجهولة.
يشار وفق ذات الصحيفة إلى أن هناك افتراضات من المحققين الإسبان في أن بعض المغاربة هم من خططوا لإجراء دخول الأراضي الإسبانية بصورة غير قانونية. فيما ذكرت الصحيفة أن ممثلة الحكومة المركزية الإسبانية “إينا كالفو”، قد نفت وجود أي دليل يؤكد أن عملية الفرار كانت عملية منظمة أو مخطط لها مسبقا، ولكنها لم تستبعد إمكانية ذلك.
الجدير بالذكر أن الصحافة العالمية بكافة أجناسها قد تطرقت لهذا الموضوع، واعتبرت أن الحادثة قد اقتبست شيئا من سيناريوهات ألفريد هيتشكوك لغرابتها وتفاصيلها، كما اعتبر عدد من هذه المنابر العالمية أن الحادثة قد كرست انتقالا جديدا في أساليب الهجرة غير الشرعية، من القوارب البحرية إلى القوارب البرية.