مغرب28/ محمد جعوان
مما لا شك فيه أن الشباب يمتلكون القدرة على التنمية، ولا يمكن تكبيل تفوقهم في مختلف المجالات، السياسية والاجتماعية والاقتصادية الثقافية وغيرها، ان هذه المساهمة تساعد في تقديم خدمات ديمقراطية في المؤسسات، خصوصا إذا هيئت لهم أرضية خصبة للمشاركة في السياسية، وتمكينهم من لعب دور إيجابي وفعال في وضع مقترحات يحاورون فيها مشاكل التنمية، وذلك من خلال إعطاء فرصة اعلامية لهم واستغلال القوة الفكرية والشجاعة العقلية في اتخاذ القرار المناسب في مواقف متعددة، وإقناعهم بأهمية المشاركة السياسية والنهوض بالتنمية من أجل الإنسانية.
لا يمكن الحديث عن الشباب دون ذكر التنمية خصوصا في العالم العربي وتأثيرهم على مجال التنمية، باعتبارهم محرك أساسي وحيوي، ولم لا القدرة على التغيير لما يحملونه من اندفاع نحو الأفضل، لترسيخ التنمية في المجتمعات المتخلفة والنامية، لكون الشباب الركيزة الأساس في بناء أسس أي وطن، وذلك من خلال تشجيع ابتكاراتهم وابداعاتهم وافكارهم، وفتح منصة تستمع لآرائهم السياسية وتجسيدها على أرض الواقع، لأن دورهم في بناء التنمية لا يقتصر على التمثيلية في قبة البرلمان، وإنما دورهم يشكل نقطة تحول كبيرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، لهذا لا بد أن نعيد النظر في التنمية الشبابية ومناقشتها لعلها تكون السبيل الأيسر في بناء مجتمع فعال يحافظ على وطنيته ويقدس مبدأ التطور الإنساني، ولا يمكن لهذا أن يتم الا من خلال إشراك الشباب في جميع القطاعات.
إن التنمية لا تكون مرتبطة بمنطقة جغرافية معينة أو فئة اجتماعية، وإنما تكون كونية، أي يجب على الشباب الانفتاح على ثقافات أخرى، لمعرفة نمط تفكيرها خصوصا المجتمعات الغربية، التي تفتح المجال للشباب في مختلف الاتجاهات وتقوم بدعمهم ماديا ومعنويا، وذلك من خلال انشاء قنوات تواصلية مع الشباب للانخراط في المؤسسات المدنية لفهم خطابات متنوعة تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.
إلى جانب ذلك محاولة إنزال المخططات السياسية على أرض الواقع لمعالجة قضايا منطقية وفكرية ومعرفية، من خلالها تقوم على إنشاء خلية متماسكة تدافع بالشكل المطلوب عن الوطنية وترفع شعار التقدم والازدهار والاستثمار في الموارد البشرية واستغلال الكفاءات في مختلف التخصصات، عوض الانكماش في تفريغ قرارات لا يكون هدفها الا تدمير النمو والتطور الإنساني، وهذا ما تقوم به الدول العربية التي تقصي نجاعة الشباب في الانخراط السياسي، و تركز على التنمية الذاتية التي يكون هدفها برغماتي يستفيد فيها الفرد على حساب الجماعة، إلى درجة تمكنهم من استغلال جميع الثغرات السياسية والاجتماعية والفكرية لخدمة مصالحهم وبناء الجانب المادي واغفال جوانب أخرى.
وجب على المجتمعات العربية والإسلامية إعادة النظر في الجانب التنموي وإعطاء الفرصة للجيل الصاعد من أجل المساهمة بشكل فعال في اتخاذ القرارات وتنزيلها في مختلف المجالات سواء كانت سياسية او اجتماعية او فكرية او ثقافية، لأن هذا الانخراط سيفتح المجال للشباب في استظهار مواهبهم واستحضار خطط محكمة ونزيهة بعيدة كل البعد عن التخطيط العشوائي.
ولا يكون ذلك إلا بتسخير طاقتهم المعرفية والفنية وتوظيف هذه المؤهلات في تطور مختلف المجالات، زد على ذلك الاستفادة من الخبرات الأجنبية خصوصا في المجال الصناعي والتجاري والخدمات الإلكترونية ونقلها إلى المجتمع العربي لعلها تساهم في إخراج هذه الأمة من جحرها والانتقال بها من عالم الظلمات إلى عالم النور، والقضاء على الجهل الذي يشكل عدوا قاتلا للتنمية، لكونه عائقا ابستمولوجيا أمام هذا الجيل الذي يطمح إلى الأفضل.
أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي