احتفلت سفارة إندونيسيا بالرباط، عشية يوم الخميس29 شتنبر2022، بالذكرى السابعة والسبعين لعيدها الوطني والذي يصادف 17 غشت من كل سنة.
وقد شهد الحفل حضور أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة وعدة شخصيات وازنة من عالم السياسة والثقافة وكذا سفراء بعض دول آسيا وأوروبا وأمريكا وإفريقيا والأقيانوس ومجموعة من أصدقاء إندونيسيا.
ابتدأ الحفل باستقبال سعادة سفير دولة إندونيسيا حشرل أزوار الضيوف الكرام، بمقر إقامته الكائن بالعاصمة الرباط، وبعد دقائق معدودة انطلق الحفل بتلاوة عطرة لطالب إندونيسي، ثم الاستماع للنشيد الوطني المغربي تلاه نشيد دولة إندونيسيا من قبل فرقة خاصة من الطلبة اﻹندونسيين بالمغرب، مرددين النشيدين بشكل يبعث على الهوية الصادقة وعمق العلاقات بين البلدين، ليقوم بعدها سعادة السفير بإلقاء خطاب بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، الذي أكد من خلاله أن عنوان ذكرى هذه السنة هو (التعافي أسرع، والنهوض أقوى)، الذي يعبر عن روح مقاومة شعب إندونيسيا في النهوض جراء تفشي وباء كوفيد ( Covid – 19 ) على مدارِ العامين الماضيين، والذي أثر على جميع مناحي الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية على الصعيد الوطني.
واستطرد سعادة السفير قائلا: (لقد أشار معالي Jokowi Widodo رئيس الجمهورية الإندونيسية في خطابه بجاكرتا بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للاستقلال، أَن إِندونيسيا تنضم إِلى قائمة البلدان الخمسة الأولى في العالم من حيث أَكبر عدد جرعات التلقيح ضد فيروس كورونا والتي بلغت 432 مليون جرعة.
ويتحسن اقتصاد البلاد بشكل إِيجابي، بعد فتح المناطق السياحية سواء للسياح المحليين أَو الأجانب.
كما أشاد سعادته بخطوات المملكة المغربية الجيدة جدا في التعامل مع هذا الوباء، كما تعددت الجهود المبذولة لتحسين الاقتصاد الوطني في خضم الأزمة العالمية، مذكرا في هذا الصدد، بالذكرى ال 62 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمغرِب هذا العام، آملا أن تستمر العلاقات الجيدة بين البلدين وتتطور في المستقبل.
بعد ذلك أشار سعادة السفير (أن الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال لجمهورية إندونيسيا متميز هذه السنة، حيث تتولى إندونيسيا رئاسة مجموعة العشرِين إلى حين عقد قمتها التي تركز على تنسيقِ السياسات في المجالات الاقتصادية والإنمائية.
وتعتمد الرئاسة الإندونيسية لمجموعة العشرِين مهِمة طموحة في البحث عن حلول عالمية بعنوان (الانتعاش معا، انتعاش أَقوى) Recover Together Recover Stronger مع رؤيا تحت عنوان (عدم ترك أي أحد خلف الركب Leave No One Behind).
وتهدف هذه الرؤيا إلى عدم جعل مساعي مجموعة العشرين صالحة لأعضاء مجموعة العشرِين فقط، ولكن تشمل أَيضا البلدان النامية الأخرى في آسيا وإِفرِيقيا وأَمرِيكا اللاتينية والدول الجزرِية الصغيرة في المحيط الهادي ومنطقة البحرِ الكارِيبي.
لتحقيق هذا الهدف، تركز الرئاسة الإندونيسية على ثلاثة قطاعات ذات أَولوية تعتبر مفاتيح الانتعاشِ القوِي والمستدام، وهي: تعزِيز البنية الصحية العالمية، التحول الرقمي، والانتقال الطاقي.
وختم سعادة السفير الإندونيسي كلمته بالدعاء لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بأن يحفظه ويوفقه ويحقق على يديه وبقيادته الرشيدة، المزِيد من التقدم والرقي والازدهارِ للمملكة المغربية وأَن يوفق البلدين الشقيقين المغرِب وإندونيسيا للعمل سوِيا من أجل تعزِيزِ وتطوِيرِ العلاقات على جميع المستويات.
وقد شكل الاحتفال بالعيد الوطني فسحة للتعرف على عادات وتقاليد دولة إندونيسيا من خلال عرض فرقة فنية للرقص هي من الطلبة اﻹندونسيين، وكذا بتذوق أنواع الأطعمة والمأكولات الإندونيسية في إطار يجسد خصوصية هذا البلد العريق وكرم أهله الذي لا تفارقه الابتسامة، فمن ذاق الأكل الإندونيسي عرف حنو الأيادي الطابخة له وقلوب من أشرفوا على موائد الأكل.
فؤاد الغزيزر
باحث في العلاقات المغربية الإندونيسية