شهد العالم العربي في اليومين الأخيرين توترا واضحا بين الامارات والسعودية، الدولتين اللتان تعتبرا شريكتين في كثير من المصالح، ولطالما اتحدتا لمواجهة الازمات المشتركة، ولخوض الحروب ولعل ذلك كان واضحا في الحصار على قطر وفي حرب اليمن، ليتساءل العديد من المتتبعين والمحللين عن سبب هذا التعكر في العلاقات بين الرياض وأبو ظبي .
ولعل أول مظاهر توتر العلاقات بين البلدين هو قرار السعودية وقف الرحلات من الإمارات وإليها في ظل تفشي متحورات كورونا اعتبارا من الأحد 4 يوليو، بعدما أصدرت الداخلية السعودية قرارا بمنع سفر المواطنين، دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية، إلى كل من الإمارات وإثيوبيا وفيتنام، وأصبحت مواقع التواصل الجتماعي تضج وتثير جدلا حول الهدف من وضع الجارة والحليفة الإمارات في قائمة واحدة مع دول مثل أفغانستان وبنغلاديش وفيتنام.
من جانبها ردت الإمارات على الخطوة السعودية بإعلان شركة “طيران الإمارات” تعليق جميع رحلات الركاب من وإلى السعودية حتى إشعار آخر، اعتبارا من يوم الأحد أيضا.
وربط هؤلاء المهتمين هذا التوتر بين البلدين بعوامل عدة أبرزها إعادة السعودية للعلاقات مع قطر وتطبيع الامارات مع الكيان الصهيوني وبالشأن السياسي باليمن.
وحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، فإنه على الرغم من قبول الإمارات بالجهود التي تقودها السعودية لإنهاء الحظر التجاري والسفر المفروض على قطر، تشعر أبو ظبي بالقلق من سرعة المصالحة مع الدوحة، في حين أثار احتضان الإمارات لإسرائيل في أعقاب تطبيع العلاقات العام الماضي دهشة السعودية”.
وأضافت ذات الجهة أن تباين المواقف بشأن الأزمة اليمنية يعتبر سبب من أسباب هذا التعارض بين البلدين المتحالفين، حيث تدعم الرياض جماعة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في حين تقدم الإمارات دعمها لقوى المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويبدو أن استضافة قناة “العربية” لرئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل أمس الأحد ودعوته الرياض عبر شاشتها لفتح أبواب العلاقة مع حركة “حماس”، يمثل أيضا تحديا للإمارات التي تلتزم موقفا في غاية التشدد من “حماس” وأخواتها المنضوية تحت لواء التيار الإسلامي الإخواني.