احتضنت دار الشباب بجماعة بني حسان ندوة علمية هي الأولى من نوعها التي تقام بالمنطقة والتي تناولت تاريخ قبيلة هنتيفة الإنسان والمجال، وقد شارك في هذه الندوة ثلة من الأساتذة والطلبة الباحثين في التاريخ والذين تناولت مداخلاتهم جوانب من تاريخ القبيلة والتي تهم مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة.
هذا وتضمنت المداخلات مجموعة من الإشارات القوية التي تؤكد على الأهمية التاريخية للمنطقة والمتمثلة في احتضانها لعدد من الزوايا وقبور بعض الأولياء الذين كانوا رجال علم وفروا إلى المنطقة هربا من الاضطهاد المذهبي الذي عرفته بعض الفترات من تاريخ المغرب، حيث لا يزال هذا الوادي يضم عدد من القبور لأولياء وعلماء وعباد عرفوا في مجال التصوف.
و تشير بعض البنايات التاريخية التي لا تزال قائمة بأن المنطقة كانت ممرا للقوافل التجارية والحركات العسكرية بين العاصمتين الإمبراطورتين مراكش وفاس، كما أشارت مداخلات الندوة إلى الأحلاف القبيلة الكبرى التي كانت تنتمي إليها قبيلة هنتيفة والتي تنتمي إلى الحلف الهسكوري ضمن قبائل مصمودة وكذا الأدوار السياسية التي قامت بها فضلا عن كونها أخرجت العديد من الشخصيات التي كان لها مواقع متقدمة لدى السلاطين المغاربة.
وبحكم أن قبيلة هنتيفة تقع في الحدود مع قبائل صنهاجة فقد عرفت في بداية القرن السادس الهجري الذي يوافق بداية القرن الثاني عشر الميلادي العديد من الأحداث والصراعات بين الدولة المرابطية التي تضم قبائل صنهاجة والدولة الموحدية التي تضم قبائل مصمودة.
وحول إشكالية التسمية “هنتيفة ” أم “انتيفة” فقد نبهت معظم المداخلات على أنه لا فرق بين التسميتين وأن اللفظ الأقرب إلى الأمازيغية هو “إنتيفن” كما ورد ذلك في مقدمة ابن خلدون، وتناولت الندوة الصعوبات التي تعترض الباحثين والمتعلقة بنذرة المادة المرجعية التي تعتبر أساس الاشتغال على التاريخ خاصة في الفترات القديمة في حين أن الفترة الاستعمارية وبالرغم من توفر الوثائق الاستعمارية إلا أنها تبقى واصفة لتاريخ المنطقة من منظور استعماري.
كما تناولت واحدة من المداخلات يهود هنتيفة والتعايش الذي كان بين أتباع الديانتين في عدد من التجمعات السكنية بدأ بحاضرة بزو وتابية وفم الجمعة، وتناولت ذات المداخلة التلاقح بين الثقافات الذي عرفته المنطقة كواحدة من أكبر التجمعات التي احتضنت اليهود بالمغرب.
هذا وقد خلصت الندوة إلى التوصية بتشكيل لجنة علمية من أجل الإشراف على إخراج أعمال الندوة في كتاب كما تمت التوصية بتأسيس مؤسسة أكاديمية تتولى البحث في تاريخ المنطقة من طرف مجموعة من الباحثين من أبناء المنطقة، كما تم الإجماع على جعل هذا الموعد مناسبة سنوية للاحتفاء بتراث المنطقة،
الندوة التي حضر فعالياتها مجموعة من الشباب المهتمين بتاريخ المنطقة إلى جانب ثلاثة من نواب رئيس المجلس الجماعي لبني حسان، ختمت الندوة بتوزيع الشواهد على المتدخلين.
…………………..
الأرضية والمداخلات المسجلة للمشاركة في الندوة
……………………………
الأرضية
الندوة العلمية ” قبيلة هنتيفة التاريخ والإنسان والمجال”
لماذا تاريخ القبيلة؟
لا يمكن لأي مبادرة تنموية تستهدف المجال بمفهومه الجغرافي والبشري أن يكتب لها النجاح، إذا لم تتعزز هذه المبادرة بالشعور القوي بالانتماء إلى هذا المجال، والاعتزاز بالانتماء، والرغبة في الوفاء له، من خلال اعتناق مبادرات خلاقة، من شأنها المساهمة في تغيير أوضاع المجتمعات المحلية المنتظمة في شكل مجموعة من الدواوير والجماعات الترابية.
لذلك فإن هذه الندوة تشكل فرصة لتغذية هذا الشعور بالانتماء من مدخل القبيلة التي كانت أوسع وأرحب من الرؤية الإدارية في تقسيم المجال إلى جماعات ترابية، تقسيما تبين مع مرور الزمن، وتراكم التجارب على أنه يعطل الفعل التنموي ويؤخره بسبب غياب الالتقائية والتنسيق على مستوى المشاريع المهيكلة.
التاريخ والمستقبل
إن التاريخ اليوم ليس ترفا فكريا تتزين به المجالس والملتقيات، بل عنصر باعث على الإيمان بالحلم المشترك بين أبناء المجال- القبيلة، وبوثقة من شأنها صهر التجارب الغنية والمتنوعة لأبناء القبيلة، وتوظيفها في انتشال المنطقة من اليأس التنموي والعقم الفكري الذي انتشر بشكل فضيع إلى حد اليأس والعدمية أحيانا.
إن الاهتمام بالتاريخ يعتبر من ميزات النخبة المثقفة التي تبحث في مكنونات الأحداث والوقائع وآثرها على حياة الناس، وهذا ما يجعل من أهداف هذه الندوة أن تكون مناسبة لاجتماع النخبة المثقفة، للنبش في ماضي المجال الذي ننتمي إليه جميعا، والتفكير في حاضره واستشراف مستقبله.
جسور بين الأجيال
إن هذه الندوة محاولة جادة لبناء الجسور بين الأجيال المتعاقبة على العيش في هذا المجال الغني بتراثه الثقافي، ومناسبة للاحتفاء بالعقول التي صقلتها قساوة ظروف وطبيعة المنطقة وأصبحت اليوم في مراكز مهمة ومستويات مختلفة من صناعة القرار في بلادنا.
القبيلة والتنمية
إن تركيز ندوتنا على البحث في تاريخ القبيلة ليس الغرض منه إحياء النعرات القبلية وتكريس الفكر القبلي مع كل تمثيلاته السلبية من عصبية وانغلاق بل إن القبيلة بالنسبة لنا اليوم هي المجموعة البشرية التي تشترك في العديد من العناصر، سواء من حيث المجال الجغرافي واللغة والتاريخ والمستوى المعيشي، وتروم مبادرتنا إلى تحويل كل هذه القواسم المشتركة إلى منطلقات لإنجاح المبادرات التنموية التي تشرف عليها مؤسسات الدولة.
…………………………………………………………………………………………………………
المداخلة الأولى: الدينامية القبلية بمجال هنتيفة من القرن 12 الى بداية القرن 20
الدكتور رشيد شحمي
- باحث في التاريخ الاجتماعي
- رئيس أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية
- مدير مجلة توبقال
- نائب مرصد انطي للدراسات والابحاث العلمية
- مؤلف كتب : (قبيلة مسفيوة/ قبيلة تكانة / الجبل والتحركات القبلية/ هجرة الزوايا الى الاطلس الكبير/ نظريات الهجرة .. )
……………………………………………………………………………………….
المداخلة الثانية: النخب المحلية وإشكالية تدبير المجال ” القاضي أحمد بن منصور أنموذجا ”
الاستاذ : عبد الاله بوعفية
- أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي
- طالب دكتور، السنة الرابعة، تخصص تاريخ
…………………………………………………………………………………………………………….
المداخلة الثالثة: يهود هنتيفة
الاستاذة: وفاء بومحرز
- أستاذة مادة الاجتماعيات بثانوية تيفاريتي التأهيلية بزو
- طالبة سنة ثالثة بسلك الماستر المتخصص التاريخ والتراث الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال
………………………………………………………………………………………………….
المداخلة الرابعة: مقاومة قبيلة هنتيفة ضد الاستعمار الفرنسي
الأستاذ: احمد واوغيغيط
- استاذ بإعدادية بني حسان
…………………………………………………………………………………………………..
المداخلة الخامسة: التاريخ الديني بانتيفة زاوية تناغملت نموذجا
الاستاذ: عبد الاله ايت لعشير
- حاصل على شهادة الماستر في التاريخ والتراث الجهوي بني ملال خنيفرة
- طالب باحث
…………………………………………………………………………………………………
المداخلة السادسة: تاريخ هنتيفة وإشكالية المادة المصدرية ” الوثائق المحلية نموذجا“.
الأستاذ: سفيان الزراعي
- أستاذ التعليم الثانوي
- طالب باحث في سلك الدكتوراه التاريخ والتراث الجهوي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال
………………………………………………………………………………………………………….
المداخلة السابعة: وضعية قبيلة انتيفا ضمن حلف الاتحاد الهسكوري خلال القرن الثاني عشر الميلادي.
الأساتذة:
- لحسن الصديق المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين.
- كمال احشوش كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال.
…………………………………………………………………………………………………
المداخلة الثامنة: توظيف التراث الثقافي غير المادي في الأدب الجهوي “رواية رياح المتوسط لعبد الكريم عباسي نموذجا”
الأستاذ نور الدين بنعلي:
- أستاذ التعليم الثانوي.
- طالب باحث في سلك الدكتوراه: اللسانيات واللغة العربية: قضايا ومناهج، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- بني ملال.
…………………………………………………………………………………………….
المداخلة التاسعة: شعر المقاومة النسائي إقليم أزيلال نموذجا”
الأستاذة نورة الصديق
- استاذة التعليم الابتدائي
- ماستر المجال والتراث والتنمية الجهوية
…………………………………………………………………………
المداخلة العاشرة: طقوس العرس بقرية إبراغن من الخطبة إلى الزواج
التلميذة : هاجر بوكدر
- تلميذة بثانوية واد العبيد التأهيلية
- أولى بكالوريا آداب وعلوم انسانية
………………………………………………………………………………………………..