كشفت دراسة نُشرت، الأربعاء، إلى أن بكتيريا الليستريا التي تسبب عدوى غذائية نادرة ولكن خطرة جداً، تنجح أحياناً في الوصول إلى الدماغ عن طريق دفع بعض الخلايا المصابة إلى مقاومة جهاز المناعة.
وأشارت الدراسة التي أُجريت على حيوانات ونُشرت في مجلة “نايتشر” إلى أنّ هذه الآلية “تبقي الخلايا حيّة لفترات أطول في الدم وتجعلها تصل بأعداد أكبر إلى الدماغ”.
بكتيريا الليستيريا هي المسبب الرئيسي لداء الليستريات الذي يمثل عدوى غذائية نادرة، إذ تُسجل سنوياً في فرنسا بضع مئات من الإصابات، لكنّه مميت في حال الإصابة به إذ يؤدي إلى وفاة نحو ربع المصابين.
يغتبر إلحاق الضرر بالأعصاب أحد المضاعفات التي تؤدي إلى الوفاة، وينتج من وصول البكتيريا إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يضم الدماغ والنخاع الشوكي.
وأوضحت الدراسة التي أجريت على فئران في مراحل عدة وعكست تطوّر المرض لدى البشر، أنّ الليستيريا تنتقل إلى الدماغ عبر وحيدات النوى، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء.
توصل الباحثون كيف وصلت هذه الخلايا المصابة إلى الدماغ من دون أن يقضي عليها جهاز المناعة، ليتبيّن أنّ بروتيناً موجوداً في الليستريا كان يحمي البكتيريا.
وساهم هذا البروتين المسمى “InlB” في مرور الخلايا المصابة في ظل إفلات من مراقبة الخلايا اللمفاوية التائية التي يتمثل دورها في تدمير الخلايا المصابة بأحد الفيروسات أو البكتيريا.
وتوصّلت الدراسة إلى أنّ هذه العملية “تنشئ بيئة واقية للخلايا المصابة من شأنها تعزيز انتشار الليستيريا وبقائها” في الجسم.