سلطت المحاضرة الافتتاحية لجامعة الحسن الأول بسطات الضوء على الإقتصاد العالمي لما بعد جائحة وفيد 19 من خلال أعادة مأسسته.
هكذا اختار وزير المالية الأسبق محـمد برادة، الذي ألقى المحاضرة عنوان (ما بعد كوفيد19 نحو إعادة تأسيس الاقتصاد العالمي) من أجل ألقاء نظرة على اقتصاد قبل وكوفيد19 خلال الجائحة وما يجب فعله للنهوض بع عالميا بعد انقضاء الفيروس .
المحاضرة التي جاءت في أربع محاور تطرق في جزئها الأول إلى تشخيص خصوصية أزمة كورونا و خطورتها على الاقتصاد العالمي، حيث تسببت في تجميد شبه كلي للآلة الإنتاجية، بالإضافة إلى ذلك، تميزت هاته الأزمة الصحية بحدة و سرعة انتشارها، مؤكدا أن ذلك أدى إلى ظهور جو من انعدام الثقة و الشك و القلق.
وفي المحور الثاني من مداخلته تناول المحاضر نتائج ما بعد أزمة كوفيد، التي تسبب في ثقل مديونية المقاولات الصغرى التي تواجه صعوبات جمة، لذلك يؤكد برادة أنه ينبغي تقويم الأسواق المالية من أجل مواجهة تلك الصعوبات، وفي هذا الإطار نوه بالإجراءات المتخذة على الصعيد الوطني لمواجهة الأزمة.
وفي المحور الثالث تحدث برادة عن اختلالات النموذج التنموي الوطني وقدرة المشاريع الاستثمارية على خلق وتوفير فرص الشغل من الناحية الكمية و النوعية، مشيرا إلى أن نموذج النمو الاقتصادي غير متحكم به، و يساهم في تعميق التفاوتات الاجتماعية، ناهيك عن أثر الأمية و ضعف التعليم الأولي.
المحور الرابع من محاضرة ضيف الجامعة تناولت الفرص المتاحة للمغرب، حيث أكد على ضرورة تشجيع الاستثمارات في سياق الأزمة، وذلك من أجل تحديث و استدامة الآلة الإنتاجية الوطنية للحد من الواردات، وفي هذا السياق، ينبغي توجيه الاهتمام إلى الاستثمار في رأس المال اللامادي لتطوير إنتاجية النسيج الاقتصادي، كما أوصى بالرجوع إلى التخطيط الاستراتيجي، و خلق سلاسل القيمة الجهوية، ليختتم المحاضر مداخلته بدعوته إلى الاهتمام برفاهية الإنسان و تقوية روح التضامن.
الجدير بالذكر أن الندوة التي نظمت كلية الاقتصاد والتدبير بجامعة الحسن الأول بسطات بشراكة مع رئاسة الجامعة، أمس الثلاثاء 16 نونبر2021، ترأستها خديجة الصافي، رئيسة الجامعة، كما حضرها حضرها العديد من العمداء ومدراء المؤسسات الجامعية والطلبة وبعض وسائل الإعلام الوطنية.