يبدو أن الحديث عن التنمية بدأ يكتسي طابع الترف الفكري خاصة بعد الجولات المارطونية التي خاضتها لجنة النموذج التنموي في عدد من مناطق المغرب والتغطية الإعلامية المكثفة لجلسات الاستماع التي نظمتها اللجنة مع جميع تمثيليات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين وغيرهم.
لكن وسط زحمة المقاربات والتشخيصات والتوصيفات، لا أحد نبه إلى أن هذه الخطط والبرامج محكوم عليها بالفشل، ما لم يكن المواطن البسيط شريكا حقيقيا فيها، وفاعلا أساسيا ومحوريا في تنزيلها.
لأنه وبحسب خبراء التنمية فالأموال وحدها لا تكفي، والإرادة العامة لمدبري الشأن العام لا يمكن أن تغير واقعا ترسخت فيه العديد من العادات السيئة، وتشكلت فيه الكثير من جيوب المقاومة لكل فكرة خلاقة تروم تغير واقع الناس لما هو أفضل.
لذلك ومن خلال متابعتي لمعظم هذه الخلاصات التي انتهت إليها لجنة النموذج التنموي، أود التأكيد بأنه لا تنمية بدون وعي مجتمعي، يجعل المواطن المسؤول الأول عن بناء هذا النموذج التنموي المنشود.