افتتحت، يومه الأربعاء بسلا، أشغال المؤتمر الوطني الأول حول منظومة الجيل الخامس (5G Event Morocco)، بمشاركة ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب المرموقين في هذا المجال.
وتهدف هذه التظاهرة، التي تمتد فعالياتها على مدى يومين، إلى أن تكون “منصة فريدة واستثنائية لتبادل الآراء بين المشاركين المغاربة والدوليين، لمناقشة وتحليل تكنولوجيا المستقبل من خلال استحضار جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية وتقديم توصيات قيمة بهدف تحويل شبكات اليوم إلى موارد الغد”.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، رشيد العبدي، أنه في إطار الثورة الرقمية، وقعت الجهة اتفاقية شراكة مع ولاية الجهة، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والإبداع والبحث العلمي، وشركاء آخرين لإنجاز مشروع “مدينة العرفان الذكية”، وذلك من أجل إنشاء منصة تكنولوجية عالية المستوى، بما يمكن من تحسين جودة الحياة في مدينة الرباط.
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بترشيد مسألة تخصيص الموارد الطاقية والمائية في هذا المجال، والنهوض بعلامة “صنع في المغرب” بفضل تبني حلول قائمة على تكنولوجيات مطورة ومصنعة محليا، فضلا عن اعتماد حل نموذجي وقابل للتطوير والتعميم.
وبعدما أوضح أن مشروع “مدينة العرفان الذكية” يتمثل في تزويد حي العرفان بمنصة تكنولوجية تمكنه من تأمين خدمات ذكية بهدف تحسين جودة الحياة وتوفير سبل الراحة للطلبة والعاملين والمقيمين والزوار، سجل السيد العبدي أن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة أمر لا غنى عنه، لا سيما لتحسين مسار العمليات، وبالتالي رفع تحدي المنافسة، مبرزا أن الرقمنة، بالمعنى الواسع للمصطلح، تمكن من تطوير الفرص في جميع القطاعات.
وعلى غرار التوسع الحضري المتزايد، يضيف رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة تشهد المدن حول العالم تحولا سريعا وتصبح “ذكية” بشكل متزايد. وفي المغرب، التحول جار، والانتقال الرقمي نحو مفهوم “المدينة الذكية” مطلوب على نطاق واسع وأخذه في الاعتبار كحل لإعادة التفكير بشكل أفضل في التخطيط المجالي، من التصميم إلى الاستخدام.
واعتبر السيد العبدي أن التحول الرقمي أضحى فرصة سانحة للتطوير المجالي، مشيرا إلى أن جهة الرباط – سلا – القنيطرة هي إحدى الجهات البارزة بالمملكة، “وبفضل إمكانات اقتصادية هامة، تعتبر واحدة من أكثر الجهات الواعدة للمغرب بالنظر إلى ما تزخر به من مؤهلات.
من جهته، قال رئيس (5G Event Morocco)، جليل التيباري، إن تنظيم هذا الحدث يعد نجاحا بحد ذاته، على اعتبار أن هذا المؤتمر يهدف إلى أن يكون نقطة بداية لإطلاق هذه التكنولوجيا.
وأوضح أن هذه التظاهرة تروم الإسهام في تطوير مناخ الأعمال المرتبط بمنظومة الجيل الخامس من خلال تقديم نماذج أعمال مبتكرة والمساهمة بالخبرات التقنية القيمة لفائدة الفاعلين في هذه المنظومة.
من جانبه، قال الرئيس المكلف بتقنية الجيل الخامس في المجال الصناعي لدى وزير التحول الرقمي والاتصالات الفرنسي، فيليب هيربرت، إن هذين اليومين من المناقشات سيمكنان من دراسة مدى أهمية منظومة الجيل الخامس وتحدياتها في مجال الصناعة وغيره.
وبعدما أعرب عن رغبته في أن يكون هذا التبادل للخبرات خطوة نحو انطلاق تكنولوجيا الجيل الخامس الصناعية في المغرب وإفريقيا، “نظرا لوجود إمكانات في هذا المجال”، أشار الخبير الفرنسي إلى أن “معايير أخرى تتدخل في الجيل الخامس الصناعي، مقارنة بتقنية الجيل الخامس الموجهة للعموم، ولا سيما في طريقة تصميم شبكة شبيهة بالجهاز العصبي في المسار الصناعي من قبيل العناصر الأساسية في الوقت الفعلي، ووقت الاستجابة ورد الفعل (الروبوت، والأدوات والآلات…)، فضلا عن قدر أكبر من الأمن”.
ويسهر على تنظيم هذا المؤتمر (BEAMTEL Morocco)، الشركة الرائدة في مجال الابتكار في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك منظومة الجيل الخامس وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وعلى مدى يومين، سيتناول الخبراء المغاربة والدوليون عدة مواضيع، لا سيما الحلول و”نموذج الأعمال” ومنظومة الجيل الخامس في خدمة الصناعة الرقمية وصناعة السيارات بالمغرب، بالإضافة إلى تخزين البيانات والسيادة الرقمية.
كما ستتم مناقشة منظومة الجيل الخامس في خدمة الصحة والجيل الخامس والأمن السيبراني للمعاملات الرقمية.