يقول اينشتاين(إن الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب وبنفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة)، مثال ينطبق حسب المختصين على فئة مهمة من مزارعي فاكهة البطيخ الأحمر (الدلاح) بالمناطق المجاورة لأغبالة وتيزي نسلي، الفاكهة الدخيلة على هذه المناطق ومصاص الفرشة المائية بإمتياز حسب هؤلاء المختصين، وذلك في عز سنوات الجفاف وما تخلفه هذه الزراعة من استنزاف كبير ومستمر للمياه الجوفية.
وجدير بالذكر أن جريدة مغرب 28 قامت خلال الموسم الفلاحي الماضي ببث روبرتاج حصري، يكشف خسائر ومخلفات زراعة البطيخ الأحمر، و مآل محصولها الذي ترك عرضة للضياع والإتلاف في الضيعات الفلاحية، مما دفع فئة مهمة من المزارعين آنذاك تدعوا وتطالب الجهات المعنية لمراقبة وترشيد هذا النوع من الزراعات، في ظل ازدياد مخاوف الجفاف وأزمة العطش لقدر الله.
هذا وقد سبق لمجلس الحكومة أن صادق خلال شهر مارس الماضي على قرار يقوم بحظر ومنع زراعة البطيخ الأحمر بعدد من أقاليم المملكة، نظرا لتفاقم الوضع بسبب التراجع المخيف لمنسوب المياه الجوفية والسطحية بمختلف أنحاء المعمورة، مما يستدعي من كل المتدخلين في هذا القطاع الحيوي تظافر الجهود لإيجاد حلول واقعية والبحث عن زراعات أخرى أقل استهلاكا للمياه.
محمد أولامين