يعتبر أبراهام الصباغ الذي فارق الحياة،أمس الاثنين عن عمر يناهز80 سنة من بين رجالات الطائفة اليهودية الأكثر إلماما بتفاصيل الديانة اليهودية والقانون العبري، ومعلما ضليعا في اللغة العبرية.
أبراهام تشبث طيلة حياته بالعيش بمدينة فاس، حيث لعب دور الأب الروحي لليهود المغاربة بالعاصمة العلمية.
إلمام الرجل بعادات يهود مدينة فاس وتقاليدهم العريقة، جعله قبلة يحج اليها كل راغب في طلب الاستشارة والتوجيه.
ابرهام الأب لأربعة أبناء، أفنى حياته بمدينة فاس حيث تتلمذ على يد كبار رجال الديانة اليهودية بالعاصمة العلمية.
فبعد تخرجه من المدرسة الدينية التوراتية بمدينة طنجة، امتهن ابرهام التوثيق العبري، حيث كان يعمل على تحرير الوثائق المتعلقة بالزواج والطلاق والوصايا والمعاملات التجارية والأعمال المدنية، طبقا للقوانين الجاري بها العمل في المملكة.
كل هذا ساعد الرجل على استنشاق هواء تمغربييت، فحواراته الصحفية وكلماته المنتقاة وعباراته المنطوقة خير دليل على النفحة المغربية للرجل.
ورغم كون مسقط رأسه بمدينة فاس، فقد أوصى الحاخام أبراهام الصباغ بدفنه بإسرائيل قرب والدته.
هكذا إذن غيب الموت الرجل الوحيد الذي كان مرخصا له بمدينة فاس بالذبح الشرعي وفقا للديانة اليهودية، وذلك بعد حصوله على شهادة متخصص بإسرائيل.