شكل موضوع “دور الرحل في استقلال المملكة والمحافظة على وحدتها الترابية” محور ندوة نظمت اليوم السبت، بجماعة تويزكي إقليم أسا الزاك، في إطار فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان تويزكي الدولي للرحل (29-31 دجنبر).
وشكلت هذه الندوة فرصة لإبراز الأدوار الطلائعية التي اضطلع بها أهل الصحراء ومنهم البدو والرحل في الدفاع عن استقلال البلاد وصون وحدته الترابية ومقاومة الاستعمار الفرنسي والإسباني بالصحراء.
كما تروم الندوة، التي أطرها عبد الوهاب سيبويه، باحث في التراث، ورئيس مركز سيبويه للمخطوطات والوثائق التاريخية بالعيون، تسليط الضوء على دور قبائل منطقة تويزكي كمنطقة متاخمة للحدود الجزائرية على مستوى سلسلة جبال “الواركزيز” شرق إقليم أسا الزاك، في التصدي لكل محاولات تغلغل وتسلل أعداء الوحدة الترابية للمملكة بالمنطقة.
وأبرز السيد سيبويه، وهو باحث في علم مناهج التحقيق، في مداخلة له، مساهمة جميع القبائل الصحراوية ومنها منطقة تويزكي، في الحفاظ على وحدة المملكة واستقلال المغرب، وكذا العلاقة المتجذرة للرحل بالصحراء، مؤكدا أن هذا الدور يظهر من خلال مجموعة من الوثائق والمخطوطات التاريخية التي تعبر عن السيادة المغربية للمجال الصحراوي، وهي وثائق محققة من طرف خبراء ومختصين في علم الوثيقة.
واستعرض، في هذا السياق، وثائق ومخطوطات عبارة عن ظهائر ملكية وصكوك ورسائل تعود للقرون ال 17 و18 و19 وتؤرخ لفترة ما قبل الاستعمار وإبان الاستعمار الفرنسي والإسباني بالمنطقة، والتي منها صك البيعة للسلطان مولاي الحسن الأول من طرف ساكنة أهل الصحراء ومنهم الرحل سنة 1882، ووثيقة تعود لسنة 1876 تبرز دور سلاطين المغرب في إقامة الصلح وفض النزاعات بين قبائل الرحل، وهي وثيقة عبارة عن عقد صلح بين قبيلتي الركيبات وأيت أوسى، بالإضافة إلى وثائق أخرى تتعلق بأحكام ونوازل تهم قضايا الرحل تعود للقرن ال 19.
وتتواصل فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للرحل بتويزكي، حتى يوم غد الأحد، والذي تنظمه مؤسسة تويزكي للتنمية والثقافة وحماية التراث تحت شعار “البدو والرحل: ثقافة وهوية في خدمة الوحدة الترابية”، بشراكة مع جماعة تويزكي، بتنظيم ندوة حول الاستراتيجية الفلاحية “الجيل الأخضر 2020-2030 “، وتنظيم سباقات للهجن، وألعاب تقليدية، ومسابقات في رمي الرمح والشارة وفي فن الطبخ البدوي، وكذا ألعاب تقليدية، وأمسيات فنية، ورحلات استكشافية.