قدم تقرير أكاديمية ابن رشد مجموعة من التوصيات لصانعي القرار بكل من المغرب، وتونس، ومصر والسعودية لمعالجة اشكاليتي التنمية الإقتصادية و الديموقراطية بحيث أكد على ضرورة التركيز على أهمية التقارير العربية المصاغة داخلياً ومحلياً، وذلك نتيجةً لتبني التقارير الدولية الصادرة عن المؤسسات الدولية لمقاربة بحثية محضة غير قادرة على سبر أغوار المنطقة العربية، بالإضافة لزاوية رؤيتها الحصرية ولحلولها المعروضة والمتسمة بالنمطية والجاهزية القبلية.
وحث التقرير الدي تم تقديمه في إطار فعاليات منتدى أكاديمية ابن رشد، بفندق The Artisan Istanbul Mgallery بمدينة إسطنبول على لزوم إدماج الفاعل المدني في عملية تشخيص أسباب الـعـطـالـة ودراسة الخـلـل الـذي أصـاب العالم العربي من جهة، وفي عملية صياغة الحلول البناءة والفعلية.
التقرير أكد على ضـرورة مـسـاءلـة الإطـار المـؤسـسـاتـي، وتشـريـح بـنـيـة الـدولـة، وتحديد طـبـيـعـة الـقـطـاع الخـاص في الـعـالـم الـعـربـي عـوض تـقـديم وصـفـات اقـتـصـاديـة لمـاعـة تـبـسـيـطـيـة أدت إلى تكريس حالة الوهن المزمن للـهـيـاكـل الاقـتـصـاديـة الـعـربـيـة، حيث يتم إعادة إنتاجها وتـقـديمـهـا لـلـمـواطـن الـعـربـي بـحُـلَـلَ جـديـدة مـنـذ مرحلة ما بعد الاستقلال.
كما أكد على وجوب الـتـفـكـيـر في مـاهـيـة الإصـلاحـات المـؤسـسـاتـيـة الـهـيـكـلـيـة العميقة والمستدامة الـكـفـيـلـة بـضـمـان صـمـامـات أمـان قـويـة لـعـدم عـودة قـوى الـفرمـلـة أو الـشـد للخلف لتعويض الإصلاحات القشرية والظرفية والهامشية المرصودة بين الفينة والأخرى في عدد من الدول العربية، والساعية في المحصلة إلى الاقـتـصـار عـلـى احـتـواء الـوضـع وضمان استدامة النظام القائم.
الوثيقة ذاتها شددت على الحاجة إلى انتهاج مـقـاربـات شـامـلـة ومتعددة المـنـاحي عـنـد الانـخـراط في أي مـشـروع مـجـتـمـعـي تـغـيـيـري. فـرغم أن الحـلـول الاقـتـصـاديـة الـبـحـثـة أو الـسـيـاسـيـة الـصـرفـة تظل ضـروريـة، لـكـنـهـا، وبمـعـزل عـن بـاقـي المـتـغـيـرات، تـبـقـى غـيـر كـافـيـة لـتـحـقـيـق الانـعـتـاق المـنـشـود. كما أن الأخذ بها منفردة ومنفصلة، أو مبتورة، أو مجزأة، لا يفرز تأثيرات وتغيرات حقيقية تتسرب أثارها وتجلياتها إلى المواطن العادي لجعله طرفاً مشاركاً ومنخرطاً وفاعلاً وحاملاً للمشروع التغييري.
تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية ابن رشد هي برنامج علمي ينضوي تحت لواء أنشطة المركز العربي للأبحاث أعطيت انطلاقته في سنة 2014. وتسعى الأكاديمية إلى تعزيز ثقافة سياسية دامجة في العالم العربي من خلال إشراك العديد من الأطراف المؤثرة وذوي المصلحة من ممثلي المجتمع المدني والباحثات والباحثين الشباب.