اختتمت بمدينة مراكش، يوم السبت 12 أبريل 2025، أشغال المؤتمر السنوي الخامس لمجمع المغرب للتقنيات البيطرية (GTVM)، بعد يومين من الأنشطة العلمية والمهنية المكثفة التي شهدت حضور نخبة من الأطباء البيطريين والخبراء الوطنيين والدوليين، ومشاركة فاعلة لمؤسسات وأطر من مختلف جهات المملكة. وقد شكل هذا الحدث مناسبة فريدة لتبادل التجارب والاطلاع على آخر مستجدات المهنة في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.
وقد انعقدت هذه الدورة تحت شعار “الممارسة البيطرية في عصر الرقمنة”، وهو ما عكس توجه المؤتمر نحو استشراف سبل إدماج التكنولوجيات الحديثة في العمل البيطري اليومي. وافتتح أشغال المؤتمر الدكتور ليونارد تيرون، الخبير بجامعة لييج البلجيكية، بمحاضرة محورية استعرض خلالها إمكانيات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية في دعم مهام الطبيب البيطري وتحسين الأداء المهني.
وشهد المؤتمر تنظيم جلسات علمية متخصصة حول تدبير وتسيير وحدات تربية المواشي، أطرتها الخبيرتان دلفين فيري فاياش وإميلي كناب، حيث تطرقتا إلى موضوعي التغذية والوقاية الصحية في أنظمة الإنتاج المكثف. كما قدم الدكتور باسكال ترُوتييه عرضاً علمياً حول تدبير الأمراض الشائعة لدى الأغنام، بما يعكس تزايد الحاجة إلى مقاربات ميدانية فعالة لتحسين صحة القطيع.
كما أولى المؤتمر اهتماماً خاصاً بطب الخيول، حيث شهدت الجلسة المخصصة لهذا المحور مداخلات نوعية للدكتور فيليب كاموزيه والدكتور يونس الوصبي، الذين ناقشا موضوع الطفيليات لدى الخيول، مع التركيز على التحديات البيئية والمناعية التي تواجه المربين في المغرب. وقد نالت هذه الجلسة اهتماماً واسعاً نظراً لطبيعة الموضوع وحداثته.
وفي محور الدواجن، ساهمت الأستاذة سهام فلاحي، والدكتور غسان لمسيح، في إثراء النقاش من خلال استعراض آخر التطورات المتعلقة بالأمراض المنتشرة في الضيعات، وسبل الوقاية والتدخل المبكر. وتم التأكيد على أهمية اليقظة الصحية والتنسيق بين مختلف المتدخلين لضمان سلامة القطيع وجودة الإنتاج.
واختتم المؤتمر بكلمة لرئيس المجمع الدكتور إبراهيم أمزيان، الذي نوه بالانخراط القوي للمشاركين، وبمستوى العروض العلمية، مشدداً على ضرورة مواصلة الاستثمار في التكوين المستمر والبحث التطبيقي، وتوسيع شبكة التعاون مع الخبرات الدولية. وأكد الحاضرون، في ختام أشغالهم، أن هذه الدورة شكّلت محطة نوعية في مسار GTVM كمؤسسة مواكِبة لتحديات المهنة ومواصلة التميز المهني.