ألقى المؤرخ الفرنسي دانييل ريفي محاضرة علمية متميزة بالرباط بعنوان “عوداً على تاريخ المغرب”، سلط فيها الضوء على أبرز التحولات السياسية والاجتماعية والمؤسساتية التي شهدها المغرب عبر العصور، من الحقبة الإدريسية إلى الزمن المعاصر. ويأتي هذا اللقاء العلمي في إطار نشاط نظمه المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب التابع لأكاديمية المملكة.
المحاضرة استعرضت أهم محطات عمل ريفي الأكاديمي، خاصة مؤلفه “تاريخ المغرب”، الذي يشكل محاولة لتقديم قراءة جديدة للتاريخ الوطني بعيداً عن الروايات الإيديولوجية أو المركزية، مع التركيز على إسهامات مؤرخين مغاربة بارزين من قبيل عبد الله العروي وعبد الكبير الخطيبي. وقد اعتمد ريفي في كتابه على مصادر مغربية وأجنبية، متجاوزاً صعوبات لغوية وثقافية أقر بها في بداية المشروع.
وأكد ريفي أن اهتمامه بتاريخ المغرب تعزز بعد مشاركته في أنشطة ثقافية بمدينة فاس، التي يعتبرها مصدر إلهام، وأن الهدف من عمله هو تعريف القارئ الفرنسي بالعمق التاريخي للمغرب من خلال عمل علمي متوازن. اللقاء عرف حضور أكاديميين وطلبة ومثقفين، وشكل مناسبة لمناقشة مضامين هذا العمل وتقييم منهجيته.