احتضن المركز الثقافي بتارودانت صبيحة يوم الأربعاء 21 دجنبر 2022 يوما تواصليا من تنظيم التعاونية الفلاحية كوباك، تحت شعار” تحصين مكتسبات القطاع الفلاحي في مواجهة مختلف التحديات وطنيا ودوليا”
اللقاء الذي ترأسه السيد مولاي امحمد لولتيتي حضره عدد من رؤساء المصالح الحكومية والخاصة ذات الصلة بالقطاع الفلاحي ورؤساء التعاونيات المنخرطة في التعاونية الفلاحية كوباك إضافة إلى عدد كبير من الفلاحين من أعضاء التعاونية وأطرها وموظفيها.
هذا وقد شكل هذا اللقاء فرصة للوقوف عند أهم التحديات التي تواجه القطاع الفلاحي، جراء التحولات الكبيرة التي عرفها القطاع بسبب التغيرات المناخية وارتفاع أثمنة المواد الأولية وكذا تضاعف تكلفة النقل الدولي.
وفي مستهل كلمته بالمناسبة نبه السيد مولاي امحمد لولتيتي رئيس التعاونية الفلاحية كوباك إلى ضرورة التحلي بالأمل والتفاؤل رغم الصعوبات التي تطرحها الظرفية وشدد على أن التعاونية بفضل استراتيجيتها الدقيقة استطاعت الحفاظ على العديد من المكتسبات، بفضل تلاحم أعضائها وكذا بالتواصل الدائم مع شركائها المؤسساتيين.
وصلة بذلك أشار السيد نورالدين قسا مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بجهة سوس ماسة إلى أن “كوباك” تعتبر نموذجا نفتخر به على مستوى الجهة وذلك بفضل نموذجها في العمل الذي يقوم على الاندماج والتكامل.
وخلال استعراضه للمحاور الكبرى لبرنامج الجيل الأخضر 2020 /2030 أكد السيد قسا على أن جهة سوس ماسة تعتبر قاطرة لهذا البرنامج الطموح الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بمنطقة اشتوكة أيت بها قلب الفلاحة بجهة سوس.
وتبعا لذلك استعرض السيد أحمد بن حدو المدير العام ل”مجموعة تصدير الخضر والفواكه بالمغرب” الجهود التي تم بذلها من أجل تحسين أداء الصادرات المغربية إلى الخارج في ظل الأجواء المتقلبة التي خلفتها تداعيات جائحة كورونا مشددا على أن التعاونية الفلاحية كوباك كانت في قلب هذه التحديات واستطاعت كسب أسواق جديدة بالرغم من التحول الكبير الذي عرفه العالم بسبب ظروف الجائحة والتغييرات الجيوسياسية.
من جهتها أشادت السيدة عطيفة قدة المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصحة والسلامة الغذائية بالمجهودات التي قامت بها ” كوباك” من أجل الاستجابة للمعايير المطلوبة لولوج عدد من الأسواق كما نبهت إلى التطور الذي عرفه عمل المكتب الوطني للصحة والسلامة الغذائية الذي وسع مراقبته للمواد الغذائية لتشمل جميع مراحل الإنتاج من الضيعة إلى المستهلك.
كما أوضح السيد محمد أوشقيف المدير العام لمؤسسة تمويل الفلاح لدى مجموعة القرض الفلاحي عن المجهودات التي تبدلها هذه المؤسسة من أجل مواكبة وتأطير الفلاحيين خلال هذه الفترة التي يمر منها القطاع الفلاحي بجميع سلاسله الإنتاجية، كما تحدث السيد الشهار مصطفى مدير القطب الأخضر بمجموعة القرض الفلاحي عن أهمية استراتيجية الجيل الأخضر في النهوض بالقطاع الفلاحي.
وخلال الجلسة الثانية من الندوة التي خصصت لتدخلات ممثلي الفدراليات البيمهنية التي تمثل مختلف السلاسل الإنتاجية، حيث تحدث السيد عبد الرحمان بلكحل مدير فدرالية “مغرب الحليب” عن المجهودات التي قامت بها هذه الهيئة من أجل تخفيف وقع الظروف المناخية على منتجي الحليب وهي الجهود التي أثمرت الحصول على دعم على مستوى الأعلاف واستعرض السيد بلكحل البرنامج المستقبلي الطموح القاضي بمواكبة المنتجين.
أما بخصوص قطاع انتاج اللحوم الحمراء فقد أشار السيد الخروسي محمد نائب رئيس الفدرالية البيمهنية لإنتاج اللحوم الحمراء إلى الأفاق الواعدة للقطاع الذي لايزال مطلوبا منه مضاعفة الإنتاج لبلوغ المعدلات العالمية من استهلاك اللحوم الحمراء.
وفي قطاع الحوامض فقد استعرض السيد زهري حسن مدير الفدرالية البيمهنية المغربية للحوامض أهم التطورات التي عرفها القطاع وكذا الأفاق المستقبلية بخصوص فتح أسواق جديدة نتيجة المجهودات المبذولة على مستوى الاستجابة للمعايير الدولية المعمول بها في هذا القطاع.
أما السيد مفلح أحمد مدير الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر فقد تحدث بإسهاب عن الأدوار التي تقوم بها الجمعية من أجل تأطير المنتجين والمنتجين المصدرين من أجل التكتل والتعاون للوج الأسواق الجديدة.
وخلال مرحلة المناقشة عبر عدد من الفلاحيين عن ثقتهم في النموذج التنموي للتعاونية مجددين العزم على ضرورة تظافر الجهود من أجل تجاوز مختلف التحديات مشيدين في ذات الوقت بنجاعة الاستراتيجية التي رسختها التعاونية الفلاحية كوباك والتي ساهمت بشكل كبير في تجاوز الظرفية.