رأت لطيفة شكرى النور سنة 1996 بواحة كلميمة التابعة ترابيا لإقليم الراشيدية، وهي تنتمي لأسرة مكونة من 9 أفراد، عاشت لطيفة ذات 25 ربيعا، طفولة عادية حيث ترعرعت بين احضان أسرة تعيش بوسط قصر مكمان وهو أحد قصور واحة كلميمة متشبعة بثقافة وتقاليد قصور الواحات.
لم يكتب للطيفة المطلقة والأم لطفل، أن تكمل دراستها فتوقف مسارها الدراسي عند السنة الثالثة إعدادي، حيث اختارت أن تتفرغ لحياتها الشخصية مع الاسرة .
انبثقت فكرة ممارسة التايكواندو ITF من رغبة ذاتية وحب منقطع النظير لممارسة الرياضة بشكل عام ، فقررت ابنت الجنوب الشرقي الانخراط في نادي رياضي من أجل صقل موهبتها وتوجيهها وتطويرها واضعة بين عينيها هدف بلوغ المجد والتفوق في رياضة التايكواندو ITF.
شهدت سنة 2019 انخراط لطيفة بشكل رسمي داخل النوادي الرياضية التي تعنى برياضة التكواندو ITF حيث بدأت بتلقي تكويناتها وتداريبها بنادي أمل الواحة بكلميمة، حيث تدربت على يد الأستاذ المدرب رشيد بوفارس، وكلها اصرار ومثابرة على حضور الحصص التدريبية وبدل جهود مضاعفة لتحقيق الذات، الأمر الذي مكنها من اجتياز امتحان الحصول على الحزام الأسود حيث التوصل بشهادة الاعتراف بات مسألة وقت فقط …
لطيفة اليوم بصدد وضع الترتيبات الأخيرة من أجل الإشراف على التداريب النسوية لنادي “السلام للتايكواندوITF والرياضات المشتركة ” حديث التأسيس بقصر تمحراش وهو الذي لا يبعد عن قصر مكمان بكثير.. و بما أن المناسبة شرط فلطيفة تطلب من أساتذتها نصائحا وتوجيهات تمكنها من التواصل بشكل جيد مع النساء و تُعينها على ادارة المجموعة دون مشاكل …
لطيفة بين شغف التايكواندو ITF وانشغالات الحياة اليومية
بالنسبة للطيفة ليست هناك صعوبات تذكر للمزاوجة بين شغف ممارسة رياضة التايكواندو ITF و انشغالات الحياة اليومية، فالأسرة بالنسبة لها تمثل سندا كبيرا يجعلها تَحضر الحصص التدريبية بالنادي، وبالتالي فمشاغيل الحياة اليومية تحاول برمجتها في أوقات بعيدة عن مواعيد التدرايب ما يجعل العملية سلسلة والمزاوجة بين الرياضة وانشغالات الحياة أمرا يسيرا، “ولعل ما يساعد على الأمر أكثر هو الوقت المبرمج للتداريب فهو مناسب للغاية بالنسبة لي” تقول لطيفة ..
ماذا عن عوائق لطيفة في ممارسة التايكواندو ITF ؟؟
يبدو أن لطيفة شكرى تملك رغبة منقطعة النظير لممارسة رياضة التايكواندو ITF ، ما يجعل عراقيل وعوائق ممارسة هذه الرياضة ملغاة بالنسبة لها. في هذا الصدد تقول لطيفة ” كلما تقدمت في الممارسة كلما زادت رغبتي وارتبطت اكثر بالرياضة التايكواندو ITF أنا حاليا متفرغة أقضي معظم أوقاتي بالمنزل حتى يصل وقت التمرين وبالتالي فالتفرغ مكنني من ممارسة الرياضة بعيدا عن أي ضغوطات أو عراقيل …”
تضيف صاحبة ال25 عاما وهي تتحدث على منبر “مغرب28” “بالنسبة للنساء فإنني أجد بعض المشاكل اريد أن يتم توجيهي وتكويني من طرف المدرسين في طريقة تواصلي مع النساء…”.
النظرة الذكورية….
أجابت لطيفة عن سؤال جريدة “مغرب 28 “بخصوص النظرة الذكورية التي يمكن أن تعترضها في مسارها الرياضي وهي تمارس رياضة غالبية ممارسيها من الذكور بكل سلاسة ودون تردد بكونها لا تواجه أية مشكلة يمكن أن يعرقل طموحاتها، بل أكثر من ذلك أوضحت لطيفة بأنها تجد سندا ودعما وكذا تشجيعا منقطعي النظير من محيطها، مؤكدة بأن قناعتها ورغبتها الشخصية هي من اختارت ممارسة التايكواندو ITF وبالتالي فلا مجال للشك بأنها تجد ضالتها في ممارستها..
نظرة للمستقبل
تتبنى لطيفة منهج التدرج في مسارها الرياضي وهي بذلك ترفض تحقيق الأهداف دون كسب الرهانات ومراكمة التجارب، لذا فهي في الوقت الحالي تسعى لإثبات نفسها وصقل موهبتها بشكل جيد داخل وسطها المحلي، مع ترقب فرصة تسلق سلم المجد إقليميا و جهويا وطنيا ثم دوليا .
وفي انتظار تلك الفرصة، تخطط لطيفة وهي تتلقى تكوينها وتتابع تداريبها لتأسيس نادي متخصص في تلقين أدبيات رياضة التايكواندو ITF للعنصر النسوي حتى تساهم من موقعها في تطوير هذا النوع من الرياضة ونشرها على أوسع نطاق .
رسالة للجهات المسؤولة
عبر منبر “مغرب 28 ” إلتمست لطيفة من أساتذتها تشجيعها للمضي قدما إلى الأمام، كما طلبت ابنت الجنوب الشرقي من الجهات المسؤولة على قطاع الرياضة بالمغرب عامة ورياضة التايكواندو ITF بشكل خاص التفاتة معنوية ومادية إلى أبناء المنطقة المولوعين بممارسة هدا الصنف الحديث من التايكواندو قصد تقديم يد العون لشباب لا يرغبون سوى في صقل مواهبهم الرياضية من أجل تحقيق احلامهم المشروعة .
تعليقان
مسيرة رياضية موفقة أن شاء الله تعالى
شكرا لصحافي المتألق ذ .كريم حدوش ولجميع اطر الجريدة على هذه الالتفاتة النيرة للرياضة التايكواندو itf مع الجانب النسائي .ونتمنى كل التوفيق والتقدم للاستاذة لطيفة .