يُعد علم الأنساب من العلوم العريقة التي نالت اهتمامًا كبيرًا في المغرب عبر العصور، حيث ساهم النُسابة المغاربة في إنتاج العديد من المصنفات العلمية الهامة التي توثق أنساب القبائل والأسر. ومن بين هذه الأعمال الشهيرة، كتاب “المقتبس من كتاب الأنساب” لأبي بكر بن علي الصنهاجي، الذي عاش في القرن السادس الهجري، و”كتاب الأنساب” لأبي صالح المصمودي.
وبحسب أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، محمد المغراوي، فقد لعب علم الأنساب دورًا حيويًا في توثيق التاريخ الاجتماعي للمغرب، حيث كان يتم توثيق الروايات الشفوية المتعلقة بالأنساب من قبل المؤرخين، خاصةً أن هذه الممارسة كانت شائعة بين القبائل العربية والأمازيغية على حد سواء. ويعكس هذا الاهتمام العميق بأصول الأنساب جزءًا من الهوية الثقافية المغربية التي امتدت عبر الأجيال.
وإلى يوم الناس هذا ما زال هذا العلم يحظى بأهمية خاصة في الأوساط الأكاديمية والبحثية، حيث يقوم العديد من المؤرخين والباحثين بتوثيق ودراسة الأنساب، مما يساهم في الحفاظ على هذا التراث الثقافي والعلمي للأجيال المقبلة.