نجح فريق من العلماء الأمريكيين في تطوير آلية بيولوجية جديدة تساعد النباتات على تحمل الضغوط البيئية، خاصة تلك المرتبطة بالجفاف والتغيرات المناخية. ونشرت مجلة “نيتشر بلانيت” نتائج البحث، الذي يوضح كيفية استجابة النباتات عند تعرض خلاياها للتلف، من خلال إعادة توجيه جزيئات محددة إلى غشاء الفجوة العصارية لحمايتها من التمزق.
وتلعب هذه الفجوة العصارية دورًا رئيسيًا في منح النباتات صلابتها، حيث تحتفظ بالمياه والعناصر الغذائية، مما يسمح لها بالنمو بشكل سليم. وبفضل هذا الاكتشاف، يمكن تحسين قدرة المحاصيل على مقاومة الجفاف بنسبة تصل إلى 40%، وتقليل الخسائر الزراعية الناتجة عن تغير المناخ. ويعمل الباحثون حاليًا على اختبار هذه التقنية في مجموعة من المحاصيل الزراعية الشائعة، مثل القمح والذرة، بهدف تطوير سلالات أكثر قدرة على تحمل الظروف البيئية القاسية.
ويرى العلماء أن هذا التقدم قد يفتح الباب أمام تقنيات جديدة في الهندسة الوراثية، حيث يمكن الاستفادة من هذه الآلية لتعزيز إنتاجية المحاصيل في المناطق الجافة، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي كبير على الأمن الغذائي العالمي، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الزراعي، حيث تشير التقديرات إلى أن الإنتاج العالمي من المحاصيل قد يحتاج إلى زيادة بنسبة 50% بحلول عام 2050 لمواكبة النمو السكاني.