رغم التقدم الكبير في مجال الطب والصحة العامة، لا يزال مرض السل واحدًا من أخطر الأمراض المعدية التي تهدد صحة الملايين حول العالم، حيث تسبَّب في وفاة حوالي 1.25 مليون شخص خلال عام 2023 حسب منظمة الصحة العالمية. وتُظهر الأرقام في المغرب أن عدد المصابين يصل إلى حوالي 35 ألف حالة سنويًا، ما يعكس استمرار خطورة المرض في المملكة على المستويين الصحي والاجتماعي.
وبيّن الدكتور الطيب حمضي، المتخصص في السياسات الصحية، أن مرض السل لا يصيب الرئتين فقط، بل يمكن أن يؤثر على العديد من أعضاء الجسم الأخرى مثل الكلى والكبد والدماغ والجهاز الهضمي، وتختلف أعراض المرض تبعًا للعضو المصاب. وأضاف أن نصف حالات الإصابة في المغرب تقريبًا هي حالات سل رئوي، مما يستوجب دراسات معمقة لتوضيح الأسباب التي تؤدي لهذا الانتشار الواسع.
وأكد حمضي أن القضاء على المرض يتطلب أكثر من مجرد التلقيح، بل يشمل أيضًا الكشف المبكر، والعلاج الفوري، واتخاذ تدابير وقائية تحمي المخالطين للمرضى. ويسعى المغرب من خلال خطته الاستراتيجية (2024-2030) إلى خفض معدلات الوفيات بنسبة 60% والإصابات بنسبة 35% بحلول عام 2030.