أفادت المندوبية السامية للتخطيط أن عدد العاطلين في المغرب تراجع بنسبة 1% ليستقر عند 1.63 مليون شخص، وأن معدل البطالة انخفض إلى 13.3% خلال الفصل الأول من 2025، بفعل إحداث آلاف المناصب الجديدة، خاصة في قطاعي الخدمات والصناعة.
وكشفت الأرقام أن نسبة البطالة ما تزال مرتفعة بين الشباب والنساء، رغم التقدم الحاصل، حيث بلغت 37.7% في صفوف الشباب بين 15 و24 سنة، و19.9% في صفوف النساء. كما أن نسبة كبيرة من المشتغلين ما زالوا يعملون بدون أجر، خاصة في الوسط القروي.
وسجل التقرير أن نسبة التغطية الصحية المرتبطة بالشغل بلغت 46.5% في صفوف الأجراء، مع تباين واضح بين المدن والقرى. ويبقى قطاع “الصناعة” الأفضل من حيث الضمانات الاجتماعية، يليه قطاع الخدمات، في حين ما زال قطاع الفلاحة يعاني من ضعف كبير في الحماية الاجتماعية.
وكشف ذات المصدر أن التفاوتات الجهوية تؤثر بشكل مباشر على مؤشرات سوق الشغل بالمغرب، حيث تتمركز غالبية فرص العمل في خمس جهات كبرى، بينما تسجل بعض المناطق نسب بطالة تفوق المعدلات الوطنية، مثل الشرق والجنوب.
ووفقًا للمندوبية السامية للتخطيط، فإن الجهات الخمس الكبرى تحتضن 72% من السكان النشيطين، وهو ما يفرض تحديات على التوزيع المجالي للفرص الاقتصادية. كما أن ارتفاع البطالة في بعض الجهات يساهم في الضغط على السياسات العمومية المتعلقة بالتشغيل.
وأشارت المندوبية إلى أن معدل النشاط والعمل يظل منخفضًا في الجهات الداخلية، مما يتطلب تدخلات موجهة لتحسين الجاذبية الاقتصادية لهذه المناطق، عبر تحفيز الاستثمارات وتطوير البنيات التحتية، وربطها بسوق العمل الوطني في إطار تنمية متوازنة ومستدامة.