أقدم الفنان المسرحي أحمد جواد، يوم الاثنين الماضي، على إضرام النار في نفسه أمام مبنى وزارة الثقافة بالعاصمة الرباط، ما نتج عن وفاته أمس الأحد بمستشفى ابن سينا، متأثرا بحروقه.
وتعود أطوار هذه القضية النضالية للفنان أحمد إلى قبل عشر سنوات، حيث كتب الإعلامي الراحل حكيم عنكر عن مأساة الفنان أحمد جواد، في مقال نشره بصحيفة “المساء”، بعنوان “أحمد جواد.. لا تحرق نفسك يا رجل!”.
وكشف عنكر في المقال أن “المسرحي والفنان والمنشط في مسرح محمد الخامس أحمد جواد وجه نداء يائسا وكابوسيا، لكنْ جادا، إلى المسؤولين في وزارة الثقافة وفي الحكومة، ثم إلى الوسط الثقافي المغربي. وفحوى هذا النداء أنه مُقدِم على إحراق نفسه أمام مدخل وزارة الثقافة”.
وأضاف الإعلامي: “السبب في إقدام أحمد جواد على هذه الخطوة النارية هو ما يشعر به من عدم إنصاف في حقه، لقد ظل في السلم الخامس دون أن يغادره منذ أن جرى تعيينه كموظف في مسرح محمد الخامس. وكشفُ أجرِه الشهري يوضح أن الرجل، الذي يشرف على عدد من الأنشطة، لا يتقاضى إلا 1800 درهم في الشهر.”
وفي سنة 2021، نشرت صحيفة “الصباح” على صفحتها الأولى مقالا جديدا عن الفنان المسرحي أحمد جواد، بعنوان “معالي الوزير.. إني أتسول!”، وفيه شرح لوزير الثقافة وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
لكن كل نداءات الفنان الراحل أحمد جواد باتت بالفشل، ولم يصدر عن وزارة الثقافة، ولا عن أي جهة رسمية أي تعليق على الإستجابة لمطالبه بتحسين وضعه الإداري المجمد منذ اشتغاله موظفا بمسرح محمد الخامس وصولا إلى تقاعده عن العمل.
ويذكر أنه بعد الواقعة عبرت وزارة الثقافة “عن أسفها العميق لهذا الحادث المأساوي”، و”تمنت الشفاء العاجل لهذا المواطن، معربة عن تضامنها الكامل مع المواطن وأسرته، جراء ما حدث، مهما كانت الظروف والخلفيات والدوافع وراء هذا الحادث”.