أفادت إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأميركية بأن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغ في يونيو الماضي مستوى أعلى بنسبة 50 في المئة مما كان عليه خلال حقبة ما قبل الصناعة، ولم يسبق أن سجل له مثيل على كوكب الأرض منذ نحو أربعة ملايين سنة.
وأوضحت الهيئة الأميركية أن سبب هذا الارتفاع الجديد هو الاحترار المناخي العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية وأهمها وسائل النقل وإنتاج الأسمنت وإزالة الغابات وإنتاج الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري.
وتجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في ماي 2022 عتبة الـ420 جزءا في المليون (ppm)، وهي وحدة القياس المستخدمة لتحديد كمية التلوث في الهواء. أما في ماي 2021، فكان هذا المعدل 419 جزءا في المليون، وفي 2020 كان 417 جزءا في المليون.
وتؤخذ هذه القياسات بواسطة مرصد “ماونا لوا” في هاواي المبني في موقع مرتفع مما يجن به التأثر بالتلوث المحلي، وشرحت إدارة المحيطات والغلاف الجوي أن مستوى ثاني أكسيد الكربون كان ثابتا قبل الثورة الصناعية في نحو 280 جزءا في المليون، وبقي الأمر على هذا المنوال خلال الفترة التي سبقتها والبالغة نحو ستة آلاف عام.
وأشارت الإدارة في بيان إلى أن المستوى المسجل اليوم قريب من ذلك الذي كان قائما “قبل 4,1 إلى 4,5 ملايين سنة، عندما كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون نحو 400 جزء في المليون أو أكثر”.
ففي ذلك الوقت، كان مستوى سطح البحر أعلى مما هو اليوم بما بين خمسة أمتار و25 مترا، وكانت غابات شاسعة موجودة في أجزاء من القطب الشمالي، بحسب الدراسات.
ويعتبر ثاني أكسيد الكربون أحد غازات الدفيئة التي تساهم في حبس الحرارة، مما يتسبب تدريجيا في الاحترار العالمي، وهو يبقى في الغلاف الجوي والمحيطات آلاف السنين، وذكرت إدارة المحيطات والغلاف الجوي بأن هذا الاحترار بدأ يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها تكاثر موجات الحرارة والجفاف والحرائق والفيضانات.