توجت أشغال الملتقى الوطني الثاني للإعلام الناطق بالأمازيغية المنعقد من 1 إلى 15 أبريل 2023 بإصدار جملة من التوصيات والتي تقرر رفعها إلى الديوان الملكي.
وتتمثل توصيات الملتقى الوطني الثاني للإعلام الناطق بالأمازيغية المنظم من طرف المركز المغربي للإعلام الأمازيغي والتي بلغت 22، في:
1. دعوة وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومن خلالها الحكومة المغربية إلى إلغاء دفاتر تحملات القطب العمومي الحالي، لما فيه من تمييز سلبي وقصور وعيوب، وصياغة دفاتر جديدة عبر مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين في القطاع، من هيئات المجتمع المدني المهتمة بالإعلام، والعاملين بالقطاع وجميع المتدخلين فيه.
2. إلغاء منطق “الكوطة”، وإعادة النظر في منطق التقسيم الزمني لحصة الأمازيغية بالقنوات والإذاعات الرسمية، واعتماد المساواة فيه عبر تمكين الأمازيغية من حضور وازن بها يتساوى مع العربية، في جميع القنوات، فلا يمكن حشر الإعلام الأمازيغي في قناة تلفزية واحدة، دون المستوى، من أصل 11 قناة رسمية، أي عدل وأي منطق هذا؟ فإذا كنا نتحدث بمنطق التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا فلأمازيغية الحق في التواجد بنفس نوع ومدة حضور العربية.
3. إعادة النظر الفوري في “لجنة البث في المشاريع” المقدمة وتعيين لجنة محايدة خاصة بانتقاء برامج ومشاريع البث الأمازيغي، سواء في قناة الثامنة أو في باقي القنوات الأخرى، وفق معايير يكون إتقان اللغة الأمازيغية والإلمام بثقافتها من بين شروطها.
4. ضرورة توقيع العقد البرنامج بين الحكومة والقنوات العمومية بما يضمن تخصيص إمكانيات مالية وتقنية وبشرية للرقي بالمنتوج الأمازيغي إلى 24 ساعة من البث في اليوم بقناة تمازيغت وتقوية حضورها بشكل عادل ومنصف في باقي القنوات والإذاعات.
5. رفع ميزانية الإنتاج الخاصة بقناة تامازيغت (الثامنة) لتصل إلى 24 ساعة من البث، مع ما يستلزم ذلك من موارد بشرية وتقنية ولوجستيكية وتمتيعها باستقلالية أكثر في تدبير شؤون الإنتاج والتسيير.
6. تمكين مدراء القنوات التلفزيونية من هامش معتبر لاختيار باقة برامجهم بما يتناسب وسياستهم الإعلامية، وإعطائهم الحق في اختيار برامج وإلغاء أخرى مع تقديم المبررات لذلك، ومحاسبتهم على اختياراتهم تلك، فطلبات العروض لم تسهم في تطوير المنتوج الإعلامي ببلادنا وإنما كرست واقعا أكثر بؤسا ومرارة دون أن يكون هناك من يتحمل مسؤوليته، فالكل يلقي باللائمة على اللجنة واختياراتها، وهي بدورها لم يُقَيِّم أحد عملها ولم تُحاسب على أي شيء قررته واختارته، فضاعت المسؤولية وضاع الإعلام.
7. إحداث لجنة “مواكبة الإنتاج” تضم كفاءات مهنية، وكفاءات في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، مهمتها مواكبة ومتابعة الإنتاج ومراجعة وتدقيق اللغة والكتابة (حرف تيفيناغ).
8. إعادة النظر في اعتماد منطق اللهجات، ووقف التعامل بالدوبلاج لثلاث لهجات، وإعادة الاعتبار للغة الأمازيغية المعيارية.
9. تحسين ظروف العاملين في قناة تمازيغت: إداريون وصحفيون وتقنيون، بمساواتهم مع زملائهم في قناة الأولى والثانية.
10. اعتماد الشفافية والمهنية في مباريات توظيف الصحفيين والتقنيين في مختلف القنوات والإذاعات العمومية، والقطع مع الفساد بكل أنواعه، والعمل على اختيار أطر أكفاء لتلك المناصب عبر لجان متخصصة مهنية مشهود لأعضائها بالنزاهة والكفاءة والتمكن اللغوي.
11. حماية حقوق المشتغلين بقطاع الإعلام الأمازيغي، ومنع شركات الإنتاج من مصادرة حقوق العاملين بها، ومنع تبخيسهم لكل ما هو أمازيغي.
12. تشديد المراقبة على الشركات المستهترة بالمنتوج الأمازيغي، وأخذ ذلك بعين الاعتبار عند دفعها لطلبات العروض، وضمان حقوق العاملين والمتعاقدين معها، مع ضرورة اختيار منشطين ذووا كفاءة، واعتماد بطاقة الفنان بالنسبة للفنانين.
13. ضرورة إطلاق طلبات العروض والبث فيها وتقديم رخص التصوير بوقت كاف، فالظرف الزمني الذي تقوم فيه الشركات بإنتاج البرامج والأعمال السينمائية غير كاف بالمرة، الأمر الذي يجعل منتوجها رديئا جدا ويعطيها المبرر لذلك، فشهرين إلى ثلاثة أشهر مدة غير كافية لإنتاج كل ما يتابعه المشاهد المغربي خلال شهر رمضان بجميع القنوات العمومية.
14. الدعوة لتحقيق العدالة المجالية والمساواة بين الجهات، فقد ظلت مناطق ممتدة بالجنوب الشرقي وبفجيج وبأيت واراين وببني يزناسن وغيرها كثير غائبة عن الإعلام العمومي والفني، مجالا ولغة وأطرا.
15. الفيلم الوثائقي:
أ- دعوة الإدارة العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية للنهوض بالوثائقي الناطق بالأمازيغية، وتكوين لجنة خاصة لمواكبة عملية إنتاجه ومراجعة محتوياته، تجنبا لتمرير المغالطات التاريخية والاستهتار بعادات وتقاليد المغرب، وإعطائه أهمية بالغة من حيث مدة إنتاجه ومواضيعه وطريقة معالجته لها.
ب- دعوة الإدارة العامة وشركات الإنتاج إلى إشراك خريجي شعب العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسات الأمازيغية في عملية إنتاج الأفلام الوثائقية، وإعطاء الفرصة للصحفيين وكل الأطقم التقنية والفنية التي تتقن اللغة والثقافة الأمازيغية، أو على الأقل ذات الاهتمام والمعرفة المسبقة بها، لإنتاج أعمال وثائقية علمية تظهر الصورة والواقع الحقيقي للمجتمع.
ج- إعادة النظر في الطريقة التي تنتج بها الأفلام الوثائقية في المغرب، فحصر الموضوع وقصر المدة المخصصة للإنتاج يضعف المنتوج ويجعله بعيدا عن الفيلم الوثائقي وأهدافه.
د- إطلاق قناة وثائقية مغربية متخصصة باللغتين الأمازيغية والعربية
16. الدعوة إلى انخراط “المجلس الوطني للصحافة” في تأطير المشتغلين في الإعلام الناطق بالأمازيغية ومواكبتهم عبر دورات تكوينية متخصصة، ومتابعة وضعية وظروف اشتغالهم في المؤسسات الإعلامية المنتجة باللغة الأمازيغية.
17. ضرورة إدراج مواد خاصة بالأمازيغية ضمن تكوينات معاهد تكوين الصحفيين، العمومية والخاصة على حد سواء.
18. يعيش الفنان العامل في الإنتاج الناطق بالأمازيغية وضعية مزرية، سواء في ظروف العمل وفي تعويضاته. كما نجده غائبا في الإشهار وفي العروض المسرحية وفي دور السينما، لذلك نطالب برفع الحيف والتهميش عنه، ونطالب المركز السينما المغربي (CCM) بدعم الأفلام والوثائقيات الناطقة بالأمازيغية، وتشجيعها، وإعطائها نصيبها من الدعم على غرار الأعمال الأخرى، عبر إطلاق مشاريع خاصة بذلك، كما نطالب وزارة الثقافة والاتصال والشباب بدعم الأعمال المسرحية الناطقة بالأمازيغية وتشجيعها من خلال برامج خاصة.
19. ندعو الحكومة المغربية للوفاء بالتزاماتها، واحترام الدستور المغربي، والمواثيق والعهود الدولية، واحترام إرادة الشعب في إعلام منصف لهويته الأمازيغية، كما ندعو الحكومة للتغيير الفوري لاسم “وكالة المغرب العربي للأنباء” إلى “وكالة المغرب الكبير للأنباء” انسجاما مع منطوق دستور 2011.
20. نحمل الدولة المغربية مسؤولية التستر على الفساد في قطاع الإعلام، ونطالبها بفتح تحقيق في كل التلاعبات التي طالت كيفية تدبير الصفقات والمشاريع وطلبات العروض في كل القنوات التلفزيونية الوطنية.
21. الاستعداد لخوض جميع الأشكال الترافعية والاحتجاجية والنضالية القانونية لمواجهة جميع الهيئات والمؤسسات التي لها علاقة بتدبير قطاع الإعلام ببلادنا، وجميع القنوات العمومية والإذاعات العمومية والخاصة، ومختلف المؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج الخاصة.
22. رفع توصيات الملتقى الوطني للإعلام الأمازيغي للديوان الملكي، في مذكرة خاصة، بتوقيع مشترك مع هيئات ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بوضعية الإعلام الناطق بالأمازيغية.