قسم مسلسل -المكتوب- الذي تبثه القناة الثانية خلال شهر رمضان الحالي المغاربة،إلى فريقين، الأول مؤيد للعمل ومشجع له والآخر معارض ورافض له.
هكذا تفاعل عدد من النشطاء المغاربة مع مضمون العمل التلفزيوني الذي يسلط الضوء على (الشيخة) ونظرة المجتمع المغربي إليها، حيث اعتبر البعض بأن العمل يحاول تصوير الشيخة كإحدى مكونات المجتمع المغربي التي يجب احترامها وتقديرها، فيما يرى البعض الآخر أن المسلسل يحاول تقدير فئة منبوذة اجتماعيا وتشجع على الإنحلال الأخلاقي.
ولعل ما زاد من حدة الجدل حول العمل التلفزي هو مقطع فيديو للداعية ياسين العمري تعليقا على مسلسل (المكتوب) بقوله:(لم يعجبهم أن يجعلوا قارئة القرآن هي القدوة لأنها لا تمثلهم.. لكن الشيخة التي تمثلهم جعلوها قدوة في مسلسل ساقط).
وحسب ياسين العمري، فإن (الشيخة) ليست بنموذج يمكن الافتخار به، بل عار أن تكون في منزل امرأة تقوم بـ (تاشياخت).
تدوينة مطول في الموضوع للمفكر والباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بـ(أبو حفص)،جاء فيها اما الشيخة فهي جزء من ثقافتنا وفئة من فئات المجتمع، وبالتالي من حق الدراما تعطيها حقها وهو امر يحسب ليها، الشيخة بحالها بحال كل الفئات، ماشي ملاك وماشي شيطان، ماشي بالضرورة تكون شي حاجة خايبا، وماشي بالضرورة تكون مقاومة ومناضلة، هي ككل الشعب، كما تنصورو فئات أخرى من الشعب بمختلف سلوكياتها، تنصور الشيخة لي دمرات علا بنتها وقراتها وعزيز عليها صحاباتها ومنساتهمش، و ف نفس الوقت الام لي تتشجع بنتها على الزواج بواحد لمجرد انو غني..).
ابو حفص أضاف(عموما برافو لفريق العمل، وايلا بغيتي تنتقدو انتقد بوطازوت والناجي انهم مخرجوش من واحد صورة نمطية، قول ان التشخيص ديال لي مثل راجل سليمة مقنعكش، ماشي تحكر فقط على الشيخة لانها (امرأة)مع ان المسلسلات تيهضرو على الشمكارا وعلى القتلة وعلى المجرمين وعمرك قلتي لينا هدا تطبيع مع الشمكار، علاش مداروش واحد ف الدرب تيقرا القران، وسولهم دربهم شحال فيه من شمكار علاش سولتيهم غي علا الشيخات؟ لانها امراة بكل اختصار).
هذا ولم تخفي كاتبة سيناريو عمل المكتوب فاتن يوسفي في تصريح لها لموقع (سكاي نيوز عربية)، تخوف طاقم العمل في بادئ الأمر من التطرق لموضوع يحمل في طياته أكثر من صورة نمطية تقترن بشخصية الراقصة داخل المجتمع، غير أنها تشدد على حرصهم على كتابة هذا الدور انطلاقا من الواقع الذي تعيشه الراقصة والمشاكل التي تواجهها داخل المجتمع، مع إبراز الوجه المظلم والوجه المشرق لهذه المهنة بشفافية تامة.
يشار إلى أن العمل الذي تكلف بإخراجه علاء أكعبون، تم اقتراحه بداية على القناة الثانية منذ سنة 2019، حيث تم إدخال تعديلات عليه بتعاون مع لجنة المتابعة بالقناة قبل عرضه على الشاشة في موسم رمضان 2022، وفق ما صرحت به كاتبة السيناريو.