صدر مؤخرا كتاب عن أكاديمية المملكة المغربية يضم أشغال الندوة الدولة التي احتضنتها الأكاديمية حول إنجازات المؤرخ المغربي الفرنسي حاييم الزعفراني، الكتاب الصادر بكل من اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، يضم أبحاث دارسين وشاهدين مغاربة ودوليين على مسار الزعفراني.
ويتطرق هذا الكتاب إلى مواضيع من بينها الموسيقى اليهودية بالمغرب، والمغاربة اليهود في الأرشيفات الحديثة لـ”الاتحاد الإسرائيلي”) اليهودي لعالمي، والمغاربة اليهود في مغرب ما قبل الاستعمار ولجوئهم إلى المحاكم الشرعية، والختان في المغرب وفق حاييم الزعفراني ومُعَلِّمي الاتحاد اليهودي العالمي)، كما يضم أبحاثا حول المثقفين اليهود والمسلمين في المغرب القروي منذ الاستعمار إلى الاستقلال، وتاريخ اليهود المغاربة، والأدب اليهودي العربي بالمملكة.
وأكد أمين سر الأكاديمية المغربية بالمناسبة أن المتابع للمسيرة العلمية لحاييم الزعفراني يجدها مليئة بالعطاء وذات آفاق فكرية غنية شكلت، في مجملها، أعمالا تُعَدّ مرجعا لكل الباحثين في الثقافة اليهودية بمعناها العام أدبا، وإنسانيات، وعلوما، في اتصالها بالمجتمع والاقتصاد والتاريخ والتربية والتعليم، فضلا عن اهتمامه المبكر بالبحث في الرافد اليهودي للثقافة الشعبية المغربية”.
وأضاف قائلا إن الزعفراني ” مؤرخ لامع، وسوسيولوجي مبرّز، وأنثروبولوجي صاحب رؤية، بعيدا في كتاباته عن كل تأويل إيديولوجي مغرض، ظل متصلا فقط بفهم مختلف أشكال المعرفة اليهودية، وفيا لقناعاته بضرورة عدم التخلي عما علّمه إياه التاريخ، وأنه -كما كان يقول: ” لا بد من أن نحاول النظر إلى الأشياء من الداخل، وأن نتجاوز حواجز الغَيرية، وأن نحتفظ دوما بالمسافة الكافية التي تسمح لنا بالنظر والفهم. إن الذي يحقق المستقبل الأفضل والأحسن هو الذي يترك جذوره تمتد عميقا في الماضي”.