نظم حزب التجمع الوطني للأحرار بأكادير، يوم الأحد 16 مارس 2025، ندوة حول موضوع “التنزيل الجهوي لخارطة الطريق لتنفيذ السياسة الحكومية في مجال التشغيل”، وذلك في إطار النسخة الثالثة من فعالية “رمضانيات الأحرار”. شارك في هذه الندوة نخبة من المتخصصين، من بينهم لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي للحزب، والخبير الاقتصادي محمد جدري، إضافة إلى فاطمة أمزيل، خبيرة في مجال التشغيل، ورشيد بوخنفر، نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة.
أكد المشاركون في الندوة أن التشغيل يعد أحد الركائز الأساسية في برنامج الحكومة الحالية، مشددين على ضرورة تبني مقاربات تتناسب مع خصوصيات كل جهة لضمان فعالية أكبر في تنزيل السياسات الوطنية على المستوى المحلي. كما تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه سوق العمل، وسبل تحقيق إدماج اقتصادي أكثر شمولية من خلال تحفيز الاستثمار ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، باعتبارها محركًا رئيسيًا لخلق فرص الشغل.
في سياق استعراض إنجازات الحكومة، أشار المتدخلون إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي ميزت السنوات الثلاث الأخيرة، وأبرزها تداعيات الجائحة والتقلبات الاقتصادية العالمية. رغم هذه الإكراهات، تمكنت الحكومة من إطلاق برامج مبتكرة لدعم التشغيل، مثل “أوراش” و”فرصة”، التي ساعدت في إدماج شريحة واسعة من الشباب والفئات الهشة في سوق العمل، مما ساهم في تقليل معدلات البطالة وتعزيز الدينامية الاقتصادية.
كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التكوين المهني والتدريب بالتدرج، بهدف تمكين الشباب من اكتساب مهارات وشهادات مهنية تؤهلهم للاندماج السريع في سوق الشغل. وتم تسليط الضوء على ضرورة تكييف منظومة التكوين مع متطلبات سوق العمل المتجددة، مما يعزز من تنافسية اليد العاملة الوطنية. وأبرز المتدخلون الدور المحوري الذي تلعبه المجالس المنتخبة على المستويات الجهوية والإقليمية والمحلية في ضمان تنفيذ خارطة الطريق التشغيلية بفعالية، من خلال دعم المقاولات الناشئة وإقامة شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص.
وفي ختام الندوة، شدد المشاركون على أهمية تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين في القطاع، من مؤسسات حكومية ومقاولات ومجتمع مدني، لضمان التقاء الجهود في إطار رؤية موحدة. كما تم التأكيد على ضرورة تحسين مناخ الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة بفعالية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، مما يضمن خلق فرص شغل جديدة ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة.