التايكواندو ITF… رياضة تزحف نحو المجد بجهة درعة تافيلالت  

ارتبط ظهور رياضة التايكواندو ITF بالصراع السياسي الذي دار بين كوريا الجنوبية وكوريا  الشمالية، وما تعلق بتقسيم العالم إلى معسكرين شيوعي ورأسمالي، حيث كتب لفن التايكواندو ITF أن يترعرع في أحضان المعسكر الشيوعي فيما نمى وتطور التايكواندو wtf بالمعسكر الرأسمالي.

هكذا إذن كانت الظروف كلها مواتية أمام رياضة التايكواندو wtf للتطور والنمو والانتشار بمختلف بقاع العالم مع سيطرت النظام الرأسمالي الذي ظهر فيه ودعمه اعتبارا للقوة التي فرضها هذا النظام الاقتصادي في أغلب دول العالم .بالمقابل لم تكن الأمور تسير بالشكل الجيد لدى  المدافعين عن فن التايكواندو ITF الذي سمي في بداياته بالتايكواندو التقليدي نظرا لعراقته وقدمه، اعتبارا للتخندق الذي فرضته هزيمة الشيوعيين خلال تلك الفترة.

وإذا كان لا بد من هذه النظر الشاملة على بدايات وسياق ظهور رياضة التايكواندو ITF على المستوى العالمي فإن الأمر ذاته ينطبق على المستوى الوطني، حيث تحدثت صحيفة مغرب 28 مع أحد العارفين بفن التايكواندو ITF والممارسين له بشكل يخول له منح نظرة عامة عن بدايات هذا الفن الرياضي بالمغرب .

الأمر يتعلق برشيد بوفارس الذي كانت بدايات ممارسته للرياضة من التايكواندو العام كما جاء على لسانه ليحول اهتمامه سنة 2005 إلى ممارسة التايكواندو ITF بمدينة طنجة حيث تلقى ابجديات هذه الرياضة وهو الذي ينحدر من واحات  جهة درعة تافيلالت.

هكذا اذن كانت  احتكاكات بوفارس الأولى مع رياضة التايكواندو ITF على يد  خبير دولي  فرنسيس كوبانا  الذي  جاء به هو الآخر  من دولة اسبانيا ، ومن هناك بدأ المسار ….

اليوم رشيد بوفارس هو مدرب معتمد يرأس جمعية نادي أمل الواحة لرياضة التايكواندو ITF ، كما أنه مدير تقني بجهة درعة تافيلالت وعضو بالاتحاد الجهوي للرياضة ذاتها…

يتحدث رشيد بوفارس عن بدايات رياضة التايكواندو ITF على المستوى الوطني فيقول ” كان المغاربة يمارسون رياضة التايكواندو ITF لكن بعدما سيطرت الرأسمالية اندثر هذا النوع من الرياضة. وبحكم الضغوطات التي كانت في المعسكر الشيوعي فإن التايكواندو ITF لقي صعوبة في الانتشار لأنهم كانوا يؤمنون بأن الأمر يتعلق بتراث وطني يجب ألا تستفيد منه دول أخرى  و جنسيات أخرى ..ورغم كل ذلك فقد كتب لرياضة التايكواندو ITF أن تدخل إلى المغرب على يد مدرب كوري من باب العاصمة العلمية فاس، حيث تم وضع اللبنات الأولى لانتشار هذا النوع  من الرياضة بمختلف ربوع المملكة”.

يتابع رشيد بوفارس حديثه مع صحيفة مغرب 28، فيقول بأن سنة 2005 كانت سنة مفصلية بالنسبة لانتشار التكواندوا ITF من عدمه فخلال هذه السنة بدأ الحديث عن ثلاث هيئات رياضية وطنية تتنافس من أجل احتضان هذا النوع من الرياضية والأمر يتعلق باللجنة الوطنية التايكواندو ITF والإتحاد المغربي لرياضة التايكواندو ITF بجهة الدار البيضاء سطات ثم تنظيم رياضي ثالث كان ينمو شيئا فشيئا شمال المملكة.

أمام هذا الانقسام الذي اختار ممارسو رياضة التايكواندو ITF أن يكون بناء على قناعاتهم وتوجهاتهم، انتصر غالبية  ممارسي  التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت للإتحاد المغربي معتبرين اياه التنظيم الرياضي الكفيل بنشر الفن بمفاهيمه الصحيحة استنادا لكون قناعات مؤسسي هذا الاتحاد كانت تؤكد على اهمية التموقع  بالمعسكر الرأسمالي  باعتباره مهيمنا على معظم اقتصادات دول العالم .

الجدير بالذكر  بأن  رياضة للتايكواندو ITF على الصعيد العالمي تحتضنها هيئتين متقارعتين فيما بينهما والامر يتعلق بالاتحاد الدولي للتايكواندو ITF و الجامعة الدولية للتايكواندو ITF وهنا  يؤكد رشيد بوفاس بأن  الإتحاد المغربي يتمتع بحصانة   الاتحاد الدولي للتايكواندو ITF.

 الدعم الملكي حافز لنا

شكلت الزيارة الملكية التي قام بها الملك محمد السادس موسم 2009/2010 إلى  واحة كلميمة بداية حقيقية وحافزا كبيرا بالنسبة لرشيد بوفارس ومن معه من ممارسي رياضة التايكواندو ITF بالواحة لتقديم الافضل والمضي قدما في سبيل تطوير هذا النوع من الرياضة بالواحة .

يقول رشيد وهو يتحدث عن تلك اللحظات” خلال الزيارة التي قام بها جلال الملك إلى واحة كلميمة، كان لنا شرف تقديم عرض باهر أمام جلالته بمناسبة افتتاح القاعة المتعددة الرياضات نهاية أكتوبر 2009 “.

يضيف “وقد استطعنا منذ ذلك الحين تأسيس خمسة اندية فاعلة وناشطة  بواحة كلميمة”، حيث أكد بوفارس بأنه كمدير تقني و عارف بالرياضة بالجهة يشرف على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بتأسيس أي نادي من خلال  التشاور والتنسيق  التعاون قصد احداث  أكبر عدد من الأندية .

وضعية التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت

لم تختلف  الإجابات التي تلقتها صحيفة مغرب 28 حول سؤال وضعية رياضة التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت بشكل عام كثيرا عن تلك التي قدمها كل من  المدرب رشيد بوفارس ورئيس الاتحاد الجهوية للتايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت مصطفى مزوز، حيث تم تسجل اجماع وتوافق على أن الجوانب المتعلقة بالممارسة تسير بالشكل الجيد، استنادا لكون الأمر يتعلق بقاعدة متينة ورصينة من الممارسين الطموحين الفاعلين الدين يعملون على تطوير قدراتهم الذاتية كما أن التوفر على اساتذة مدربين  بقدرات عالية يساعد  على المضي قدما نحو تطوير اللعبة.

 و يظل الجانب المادي والدعم الواجب تقديمه من طرف الجهات الرياضية الوصية من أهم النقاط السوداء التي تقف عقبة أمام تطور رياضة التايكواندو ITF بالجهة .

في هذا الصدد يوضح بوفارس “الجماعات المحلية تقدم لنا بين الفينة والأخرى دعما ماليا لكن دلك  يتم بناء على ملف مدروس، بالمقابل وزارة الشباب والرياضة، لا تقوم بمثل هكذا مبادرات…  نعم هي ادارة  وصية تراقب القطاع لكن لا تمنح الدعم… يمكنها أن توفير الفضاءات كالقاعات والوسائل اللوجستيكية لكن  ليس بالمجان بل يُدفع مقابل و لو بشكل رمزي…”.

 يضيف بوفارس ” الجهات المسؤولة مطالبة بتسهيل المساطر الإدارية على الاقل فيما يتعلق بتأسيس جمعية رياضية لأن الامر مرتبط  بعمل خيري ونبيل يهدف لانقاد  الشباب من ويلات المخدرات ويسعى  لصقل مواهبهم”.

وقد جاء على لسان المتحدث نفسه بأن  الإكراهات المادية تتجلى كذلك في تحديد واجبات الانخراط في النادي والتي تصل إلى 200 درهم غير أن المدربين يراعون الضعف المادي الذي تعاني منه أغلب الأسر التي ينتمي إليها  الممارسون  خاصة في القرى وبالتالي يتم في بعض الاحيان تقليص واجب الانخراط إلى  50 درهم .

ماذا عن فترة الحجر الصحي ؟؟؟

كباقي التنظيمات والهيئات وكذا المقاولات مرت الجمعيات الرياضية الممارسة لفن التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت عامة وبواحة كلميمة خاصة بظروف صعبة خلال فترة الحجر الصحي التي شهدها العالم عامة والمغرب خاصة  ما بين  شهر مارس وشهر يونيو من سنة 2020.

فخلال تلك الفترة اضطرت الاندية الممارسة لرياضة التايكواندو ITF بالجهة إلى  اغلاق أبوابها والتوقف عن انشطتها، لكن  الممارسين لفن التايكواندو ITF وجدوا في التضامن والتآزر والتعاون سندا لهم لتجاوز تلك الفترة العصيبة.

فبالإضافة إلى تسديد ديون الكراء المتراكمة على ارباب النوادي، حاول الواقفون على رياضة التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت الاشتغال عن بعد خلال الفترة التي تلت الحجر الصحي الذي فرضته السلطات الصحية كإجراء  لمنع تفشي فيروس كورونا.

 هكذا إذن تم عقد  اجتماعات تنسيقية دورية عن بعد بين المدربين والمسؤولين عن الرياضة بالجهة، أسفرت عن تنظيم بطولة محلية، عمد خلالها المشاركون إلى ارسال مقاطع فيديوهات إلى لجنة التحكيم التي قامت بدورها بدراستها وتحليلها في مدة 15 يوما، ليتم  بعد ذلك إعلان الفائزين عن بعد في أفق توزيع شواهد التفوق في حفل رياضي خاص ينظم مستقبلا .

يشرح الإطار التقني والمدرب الرياضي رشيد بوفارس كيفية اشتغال  الأندية خلال الفترة التي تلت الحجر الصحي فيقول ” اشتغالنا عبر  مجموعات  واتساب … تم احداث مجموعة خاصة بالإدارة التقنية  و مجموعة اخرى خاصة بالاتحاد الجهوي على رأسها مصطفى مزوز… ثم مجموعة أخرى خاصة بالحكام يتم فيها  مناقشة عدد من الأمور المتعلقة بالرياضة “.

بدوره صرح المسؤول الجهوي عن الرياضة مصطفى مزوز ” الكل تضرر خلال فترة الحجر الصحي.. تجاوزنا الظرفية صراحة بالتآزر …أكثر من 8 اشهر والاندية مقفلة لكن رؤساء الجمعيات الرياضية بدلوا مجهودات جبارة واستطاعوا الحفاظ على جمعياتهم .. وبعد  افتتاح  القاعات الرياضية انتعش القطاع ولو بشكل قليل  وعموما فالتضامن هو من ساهم في الوقوف سد منيع امام الجائحة.. والآن فالجمعيات بدأت تستعيد بريقها…”.

حواجز تعيق الآمال….

جوابا على سؤال صحيفة مغرب 28 بخصوص معيقات ممارسة  رياضة التايكواندو ITF على  المستوى الميداني فضل رئيس نادي السلام لرياضة التايكواندو ITF هشام عزيزي تقسيم تلك التحديات إلى صنفين، منها ما ارتبط بالمدرب وما تعلق بالممارس .

فعن الاساتذة المدربين المالكين للنوادي الرياضية  يتحدث عزيزي بلسان زملائه فيقول “المعاناة مستمرة  مع اغلاق الاندية دون مراعات الحالة  المادية والمعنوية للمدربين في هاته الظرفية الصعبة  في ظل غياب أي دعم مادي من الجهات الوصية و تراجع نسبة ورغبة الممارسين  في مواكبة التداريب”.

ويعاني المدربون وفق ما أورده المتحدث نفسه من الواجب الشهري الزهيد الذي يتراوح بين  30 و 50 درهم، ناهيك عن تحمل المدرب لمسؤوليات  انجاز واعداد الانشطة الموسمية وتكفله بما تتطلبه من مصاريف مادية وترتيبات قانونية .

وحسب عزيزي فحال الممارس نفسه ليست افضل من المدرب، فمشاكل الثاني  تنعكس سلبا على الأول و تحول دون تلقيه تدريبا جيدا يمكنه من الارتقاء بمستواه، حيث يؤكد صاحب نادي السلام لرياضة التايكواندو ITF بأن الإرتجالية في قرار  فتح واغلاق الأندية من طرف المسؤولين  تؤثر سلبا على مستوى المماِرس، كما أن  الصعوبات التي فرضتها الإجراءات الاحترازية من تباعد وتعقيم ووضع للكمامات يحول دون تلقي الممارس لتلك التداريب اللازمة والتي من شأنها  أن تساهم في تطوير آدائه، ضف إلى ذلك الالتزامات الدراسية والانشطة اليومية المتزامنة أحيانا مع فترات الحصص التدريبية  فضلا عن الاكراهات  المادية  التي تعيق  المشاركة في البطولات المنظمة .

أهداف ممارسي رياضة التاكواندو ITF بدرعة تافيلالت

يسعى ممارسو رياضة  التايكواندو ITF بجهة درعة تافيلالت إلى تحقيق هدف اسمى وأوحد بالنسبة لهم متمثل في تأسيس جامعة  ملكية للتايكواندو ITF ، وبناء على هذا الهدف الرئيسي يثابر الممارسون في الجهة من أجل المساهمة في احداث اكبر عدد ممكن من الأندية الرياضية .

وقد أكد كل من  مصطفى مزوز ورشيد بوفارس   على أن  انشاء مركز للتكوين  على الصعيد الوطني  يعنى  بتكوين الأساتذة والحكام وكذا الممارسين، و يكون متخصصا في استقبال تربصات الأندية، يعد من بين الأهداف التي يعتزم ممارسو رياضة التايكواندو ITF تحقيقها مستقبلا.